للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ كَانَ لَا يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ إلَّا نهارًا، فِي الضحَى فَإِذَا قَدِمَ، بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ. فصلى فِيهِ رَكْعَتَينِ. ثُم جَلَسَ فِيهِ

ــ

وعبد الرحمن في الأطعمة، وقال في التقريب: صحابي مشهور، مات في أيام قتل علي بن أبي طالب، وقيل إنه مات سنة (٥٠) خمسين، وكان له يوم مات (٧٧) سبع وسبعون سنة، وهذان السندان من سباعياته رجال الأول منهما أربعة منهم مدنيون واثنان بصريان وواحد مكي، ورجال الثاني منهما أربعة مدنيون وواحد مكي وواحد صنعاني وواحد مروزي، وفيهما التحديث إفرادًا وجمعًا والإخبار إفرادًا وجمعًا والعنعنة والمقارنة، وفيه ثلاثة أتباع، روى بعضهم عن بعض، وفيه رواية ولد عن أبيه عن جده (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدم) المدينة (من سفر) ولا يدخلها (إلا نهارًا في) وقت (الضحى فإذا قدم) المدينة ودخلها (بدأ بـ) دخول (المسجد فصلى فيه ركعتين) تحيته (ثم جلس فيه) أي في المسجد ليسلم عليه الناس الذين لم يسافروا معه من المعذورين، وقوله (لا يقدم من سفر إلا نهارًا) إنما فعل ذلك لأنه نُهي أن يأتي الرجل أهله طروقًا، وقد نبه على تعليله في حديث جابر فقال: "يتخونهم ويطلب عثراتهم" وفي حديث غيره "كي تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة، واقتصر كعب هنا على ذكر وقت الضحى، وقد رواه أنس فقال: كان لا يطرق وكان يأتيهم غدوة وعشية وكأنه كان أكثر قدومه في أول النهار ليبدأ بالصلاة في المسجد فكان يتأخر حتى يخرج وقت النهي والله أعلم اهـ من المفهم. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٣/ ٤٥٥] والبخاري [٤٦٧٧]، وأبو داود [٢٢٠٢] والترمذي [٣١٠١] والنسائي [٦/ ١٥٢].

قال النواوي: وفي هذه الأحاديث استحباب ركعتين للقادم من سفره في المسجد أول قدومه، وهذه الصلاة مقصودة للقدوم من السفر لا أنها تحية المسجد وفيه استحباب القدوم أوائل النهار وأنه يستحب للكبير في المرتبة ومن يقصده الناس إذا قدم من سفر أن يجلس بقرب داره في مسجد أو غيره ليسهل على زائره والمسلم عليه اهـ، قال الأبي: ويأتي تعليل استحباب القدوم نهارا، وأنه لتستحد المغيبة وتمتشط الشعثة حرصًا على دوام العشرة خوف أن يطلع القادم ليلًا على ما يكره اهـ.

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب من الأحاديث أربعة؛ الأول حديث أبي حميد أو أبي أسيد ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة وذكر فيه متابعة

<<  <  ج: ص:  >  >>