لـ (رأيتَ)، وجملةُ قولهِ:(لا تَأْمَنُه) ولا تَثِقُ بِهِ من الخيانة والاعتداءِ (على دِينِه) بترك الواجبات وفعل المُحَرَّمات كالكذب على رسوله صلى الله عليه وسلم: صفةٌ لرجلًا على القاعدة المشهورة عندهم.
وجملةُ (كيف تَأْمَنُه على الحديثِ؟ ! ) في محلِّ النصب مفعولٌ ثانٍ لـ (رأيتَ)، معلَّقةٌ عنها باسم الاستفهام، والمعنى: فكيف تأمنُ رجلًا لا أمانةَ له في دِينِه على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب فيه؟ ! والاستفهامُ إنكاريٌّ بمعنى النفي والنهي؛ أي: لا تأْمَنْ على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ لا أمانةَ له في دِينِه.
ثم استشهد المؤلِّفُ رحمه الله تعالى لِمَا مَرَّ من جَرْحِ عَمْرو بن عُبَيدٍ بأَثَرِ أبي موسى فقال:
[٧١](وحَدَّثني سَلَمَةُ بن شَبيبٍ) المِسْمَعيُّ النيسابوريُّ أبو عبد الرَّحْمَن الحافظ نزيل مكة.
قال في "التقريب": ثِقَةٌ، من كبار الحادية عشرة، مات سنة سبع وأربعين ومائتين. قال سَلَمَةُ:(حَدَّثَنا الحُمَيدِيُّ) عبد الله بن الزُّبَيرِ بن عيسى المكيُّ أبو بكر، ثِقَة حافظ فقيه، من العاشرة، مات سنة تسع عشرة ومائتين، وقيل: بعدها.
قال الحُمَيدِيُّ:(حَدَّثَنا سفيانُ) بن عُيَينة الهلاليُّ الكُوفِيّ، ثِقَة حافظ من الثامنة، مات سنة ثمان وتسعين ومائة وله إحدى وتسعون سنة.
(قال) سفيانُ بن عُيَينَة: (سمعتُ أَبا موسى) إسرائيلَ بنَ موسى البَصْرِيَّ نزيلَ الهندِ.
روى عن الحسَنِ البَصْرِيّ وأبي حازم سَلْمان الأَشجعيّ ومحمَّد بن سِيرين ووَهْب بن مُنَبِّه وغيرِهِمْ، وعنه (خ د ت س) وسفيان الثَّوْري وابنُ عُيَينة وحُسَين بن علي الجُعْفيّ ويحيى القطَّان.