قال عُبَيدُ اللهِ:(حَدَّثَنَا أبي) معاذُ بن معاذ التَّمِيمِيُّ العنبريُّ أبو المُثنَّى البَصْرِيّ.
روى عن سُلَيمَان التَّيمِي وحُمَيد وابن عَوْن وغيرهم، ويروي عنه (ع) وأحمدُ وإسحاقُ وخلق.
وقال في "التقريب": ثِقَة مُتْقن من كبار التاسعة، مات سنة ستٍّ وتسعين ومائة.
(قال) معاذُ بن معاذ: (كَتَبْتُ إلى شُعْبةَ) بن الحَجَّاج العتكيِّ الواسطيّ ثم البَصْرِيّ، ثِقَة متقن من السابعة، مات سنة ستين ومائة.
وهذا السند من ثلاثياته، ومن لطائفه: أن رجاله كُلَّهم بصريون، وفيه رواية الوالد عن ولده.
أي: كَتَبْتُ إلى شعبة حالة كوني (أسألُه) أي: أسأال شعبةَ (عن) حالِ (أبي شَيبةَ) إبراهيم بن عثمان (قاضي وَاسِطٍ) هل هو ثقةٌ أو ضعيف؟
وأبو شَيبة هو جَدُّ أولاد أبي شيبة وهم: أبو بكر وعثمان والقاسم بنو محمَّد بن إبراهيم بن عثمان، وواسط: اسمُ بلدةِ بناها الحَجَّاجُ بن يوسف بقرب بغداد، وسُمع من العرب صرفُه، ويجوزُ مَنْعُه من الصرف للعلمية والتأنيث المعنوي.
قال معاذُ بن معاذ:(فكَتَبَ إليَّ) شعبة: (لا تَكْتُبْ عنه) أي: عن أبي شيبة (شيئًا) من الحديث لا قليلًا ولا كثيرًا، ولا تَرْو عنه شيئًا؛ لأنه كَذَّابٌ، (و) إذا قرأْتَ رسالتي هذه واطَّلَعْتَ على ما فيها .. فـ (ـمَزِّقْ) رسالتي هذه وقطِّعْ (كتابي) أي: رسالتي هذه وأعْدِمها؛ خوفًا من وصولها إلى أبي شيبة فيَفْتِننا ويُؤْذينا؛ لأنه قاضي البلدة؛ فيقدر على إيصال الشرِّ والضَّرَرِ إلينا.
وعبارة النووي هنا: (قولُه: "ومَزّقْ كتابي" بكسر الزاي، أَمْرٌ من مَزَّقَ المضعَّف بمعنى (قَطَّع) المضعّف أَيضًا؛ أي: قطِّعْ كتابي هذا وأعدمه؛ لئلا يراه النَّاسُ.
أَمَرَه بتمزيقِه مخافةً من بلوغِه إلى أبي شيبة ووُقُوفِه على ذِكْرِه له بما يَكْرَهُ؛ لئلّا يناله