أي: حَدَّثْتُ حمَّادًا بحديثٍ مَرْويٍّ (عن صالحِ) بن بَشِير -بفتح الباء الموحدة- ابن وادع (المُرِّيِّ) بضم الميم وتشديد الراء، وقيل له: المُرِّي؛ لأنَّ امرأةً من بني مُرَّة أعتقتْه وأبوه عربيٌّ وأُمُّه معتقة للمرأة المُرّية، أبو بِشْر الزَّاهد الواعظ البَصْرِيّ القاصّ.
قال في "التقريب": ضعيف من السابعة، مات سنة اثنتين وسبعين ومائة، وقيل: بعدها.
روى عن الحَسَنُ وابن سيرين وثابت، ويروي عنه (ت) ويحيى بن يحيى وعفّان بن مسلم وخَلْق.
وكان حَسَنَ الصوتِ بالقرآن، وقد مات بعضُ مَنْ سَمِعَ قراءتَه، وكان شديدَ الخوف من الله تعالى، كثيرَ البكاء، قال عَفَّانُ بن مسلم: كُنا نحضر مجلس صالح، فإذا أَخَذَ في قَصَصِه .. كأنه رجلٌ مذعورٌ يفزعك أمره من حزنه وكثرة بكائه كأنه ثَكْلَى.
أي: حَدّثْتُ حَمَّادَ بْنَ سلمة عن صالحٍ المُرِّيِّ (بحديثٍ) رواه (عن ثابت) هو ابنُ أسلم البُناني -بضم الموحدة وبنونين مخففتين- أبو محمَّد البَصْرِيّ.
قال في "التقريب": ثِقَة عابد، من الرابعة، مات سنة بضع وعشرين ومائة.
(فقال) حَمَّادُ بن سلمة: (كَذَبَ) صالحٌ المُرِّيُّ في نِسْبَةِ هذا الحديث إلى ثابت البُناني، قال السنوسيُّ:(معناه: جرَى الكَذِبُ على لسانه من غير تَعَمُّدٍ كما تقدَّم في كَذِب الصالحين؛ إذْ صالحُ هذا رحمه الله تعالى من كبار العُبَّاد الزُّهَّاد الصالحين) اهـ (١).
قال عَفَّانُ أَيضًا:(وحَدَّثْتُ هَمَّامًا) هو ابنُ يحيى بن دينار الأَزدِيّ أبو عبد الله
(١) "مكمل إكمال الإكمال" (١/ ٣٣)، وعبارة الإِمام النووي هنا: (هو من نَحْو ما قَدَّمْناه في قوله: "لم نَرَ الصالحين في شيءٍ أكذبَ منهم في الحديث" معناه ما قاله مسلم: يجري الكذبُ على ألسنتهم من غير تعمُّدٍ، وذلك لأنهم لا يعرفون صناعة هذا الفنّ فيُخبرون بكُلّ ما سمعوه وفيه الكذبُ فيكونون كاذبين، فإنَّ الكذبَ: الإخبارُ عن الشيء على خلاف ما هو، سَهْوًا كان الإخبارُ أو عَمْدًا كما قَدَّمْناه). "شرح مسلم" (١/ ١١١).