إن السكينة لتنطق على لسان عمر اهـ (تنزلت) عليك وتدلت (للقرآن) أي لقراءتك القرآن. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٤/ ٢٩٣ - ٢٩٨] والبخاري [٣٦١٤] والترمذي [٢٨٨٧]. وعبارة القرطبي هنا: والسكينة مأخوذة من السكون وهو الوقار والطمأنينة وهي هنا اسم للملائكة كما فسرها في الرواية الأخرى وسماهم بذلك لشدة وقارهم وسكونهم تعظيمًا لقراءة هذه السورة، واختلف المفسرون في قوله تعالى {فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ}[البقرة: ٢٤٨] على أقوال كثير؛ فقيل السكينة الرحمة، وقيل حيوان كالهر له جناحان وذنب ولعينيه شعاع فإذ انظر للجيش انهزم، وقيل آيات يسكنون لها، وقال ابن وهب: روح من الله يتكلم معهم ويبين لهم إذا اختلفوا وهذا القول أشبهها لأنه موافق لما في هذا الحديث اهـ من المفهم.
قال النواوي: وفي هذا الحديث جواز رؤية آحاد الأمة الملائكة، وفيه فضيلة القراءة وأنها سبب نزول الرحمة وحضور الملائكة، وفيه فضيلة استماع القرآن.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث البراء رضي الله عنه فقال:
١٧٤٨ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنا ابن المثنى وابن بشار) البصريان (واللفظ (الآتي (لابن المثنى قالا: حَدَّثَنَا محمد بن جعفر) البصري المعروف بغندر (حَدَّثَنَا شعبة عن أبي إسحاق) السبيعي (قال: سمعت البراء يقول) وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم بصريون واثنان كوفيان، غرضه بسوقه بيان متابعة شعبة لأبي خيثمة في رواية هذا الحديث عن أبي إسحاق (قرأ رجل) من المسلمين لم أرَ من ذكر اسمه (الكهف) أي سورته، لا يختص نزول السكينة بقرائتها دون سائر القرآن لقوله في آخر الحديث تنزلت عند القرآن اهـ من الأُبيّ (وفي الدّار) عنده (دابّة) يعني فَرَسًا كما هو مصرَّح في الرواية السابقة (فجعَلَت) أي شرَعَت الدابّة (تَنْفِر) من نَفَر من باب ضرب أي تثِب وتضطرب (فنظر) الرجل القارئ حواليه (فإذا ضبابة) واحدة الضباب بفتح الضاد فيهما؛ وهو ندى كالغبار