للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَرَأْتُ النِّسَاءَ، حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ: {فَكَيفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: ٤١] رَفَعْتُ رَأْسِي. أَوْ غَمَزَنِي رَجُلٌ إِلَى جَنْبِي فَرَفَعْتُ رَأسِي. فَرَأَيتُ دُمُوعَهُ تَسِيلُ.

١٧٥٩ - (٠٠) (٠٠) حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ، جَمِيعًا عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَزَادَ هَنَّادٌ فِي رِوَايَتهِ:

ــ

عبد الله حتى قال ذلك فيحتمل أنه فهم أنه أراد بقراءته عليه الاتعاظ، فقال: أتتعظ بقراءتي وعليك أنزل لا أنه للتعلم، اهـ أُبيّ، قال عبد الله (فقرأت) عليه من أول سورة (النساء حتى إذا بلغت) قوله تعالى ({فَكَيفَ}) حال الكفار ({إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ}) يشهد عليها بعملها وهو نبيها ({وَجِئْنَا بِكَ}) يا محمد ({عَلَى هَؤُلَاءِ}) الكفرة ({شَهِيدًا}) [النساء: ٤١] تشهد عليهم بعملهم من الشرك (رفعت رأسي أو) قال عبد الله (غمزني) أي طعنني (رجل) جالس (إلى جنبي) أي إلى جانبي لينبهني على حال النبي صلى الله عليه وسلم والشك من عبيدة بن عمرو (فرفعت رأسي) فالتفتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (فرأيت دموعه) صلى الله عليه وسلم (تسيل) وتجري على خدَّيه وتفيض، قال القاضي: وبكاؤه صلى الله عليه وسلم لما تضمنته الآية وما قبلها من قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَال ذَرَّةٍ} [النساء: ٤٠] وما بعده من قوله تعالى {يَوْمَئِذٍ} أي يوم المجيء بالشهداء {يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ} أي أن {تُسَوَّى بِهِمُ} أي تتسوَّى بهم {الْأَرْضُ} [النساء: ٤٢] بأن يكونوا ترابًا مثلها لعظم هَوله كما في آية أخرى: {وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَاليتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} عمَّا عملوه في الدنيا. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [١/ ٤٣٣] والبخاري [٥٠٥٠] وأبو داود [٣٦٦٨] والترمذي [٣٠٢٧ و ٣٠٢٨] وابن ماجه [٤١٩٤].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عبد الله رضي الله عنه فقال:

١٧٥٩ - (٠٠) (٠٠) (حدثنا هنَّاد بن السريّ) بن مصعب التميمي أبو السريّ الكوفي، ثقة، من (١٠) (ومنجاب بن الحارث) بن عبد الرحمن (التميمي) أبو محمد الكوفي، ثقة، من (١٠) (جميعًا عن علي بن مسهر) القرشي أبي الحسن الكوفي، ثقة، من (٨) (عن الأعمش بهذا الإسناد) يعني عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله، غرضه بيان متابعة علي بن مسهر لحفص بن غياث (و) لكن (زاد هنَّاد) بن السريّ (في روايته) عن

<<  <  ج: ص:  >  >>