قوله (تُحاجّان) أي تقومان وتجادلان عنه كما قال صلى الله عليه وسلم في سورة تبارك "تجادل عن صاحبها" رواه مالك في الموطإ، وهذه المجادلة إن حُملت على ظاهرها معناها يخلق الله تعالى من يجادل بها عنه من الملائكة كما جاء في بعض هذا الحديث: "أن من قرأ {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ}[آل عمران: ١٨] خلق الله سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة" رواه أبو نُعَيم من حديث أنس، ولكن فيه مُجاشع بن عمرو أحد الكذّابين، وإن أُوِّلت فيكون معناها أن الله تعالى يوصله إلى ثواب قراءتهما ولا ينقص منه شيء كما يفعل من يستخرج حقه ويجادِل عليه كما قال: "والقرآن حُجّة لك أو عليك" رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث أبي مالك رضي الله عنه. (اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها) أي قراءتها (بَركة) لقارئها (وتركها) أي ترك قراءتها (حسرة) وندامة على من تركها (ولا تستطيعها) بالتانيث والتذكير أي لا يقدر على تحصيلها (البَطَلَة) أي السّحَرة، عبر عن السحرة بالبطلة لأن أفعالهم باطلة اهـ مبارق (قال معاوية) بن سلّام بالسند السابق (بلغني) من بعض الناس (أن البطلة) هو (السحَرة) جمع ساحر وهو تفسير مدرج من معاوية، وهذا الحديث مما انفرد به مسلم عن أصحاب الأمهات، ولكن شاركه أحمد [٥/ ٢٤٩ و ٢٥٤]. ثم ذكر المؤلف رحمه الله المتابعة في حديث أبي أمامة رضي الله عنه فقال:
١٧٦٦ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن) بن الفضل بن مهران (الدارمي) أبو محمد السمرقندي، ثقة متقن، من (١١) روى عنه في (١٤) بابا (أخبرنا يحيى يعني ابن حسّان) بن حيان التنيسي أبو زكريا البصري، ثقة، من (٩) روى عنه في (٨) أبواب (حدثنا معاوية) بن سلّام (بهذا الإسناد) يعني عن زيد عن أبي سلّام عن أبي أمامة (مثله) مفعولٌ ثانٍ لقوله أخبرنا يحيى لأنه العامل في المتابع أي أخبرنا يحيى بن حسّان عن معاوية بن سلّام مثل ما روى أبو توبة عن معاوية (غير أنه) أي لكن أن يحيى بن حسّان (قال) في روايته (وكأنهما) بالواو لا بأو التنويعية (في كليهما) أي في