في (١٠) أبواب (قال) جُبير بن نُفير: (سمعت النوّاس) بفتح النون وتشديد الواو (بن سمعان) بفتح أوّله أو بكسره (الكلابي) الشامي الصحابي المشهور رضي الله عنه، له (١٧) سبعة عشر حديثًا انفرد له (م) بثلاثة، ويروي عنه (م عم) وجُبير بن نُفير في الصلاة والفتن، وأبو إدريس الخولاني وليس عندهم نوّاس إلّا هذا الصحابي المشهور، وهذا السند من سباعياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم شاميون إلّا إسحاق بن منصور فإنه مروزي (يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يُؤتى) أي يُجاء (بالقرآن يوم القيامة و) بـ (أهله) أي وبأصحابه (الذين كانوا) يلازمون تلاوته و (يعملون به) أي بما فيه من الأوامر والنواهي (تقدمه) أي تتقدم أهله أو القرآن نظير قوله تعالى يقدم قومه يوم القيامة (سورة البقرة و) سورة (آل عمران وضرب) أي جعل (لهما) أي لسورة البقرة وآل عمران (رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال) أي ثلاثة أشباه، قال النواس (ما نسيتهن) أي ما نسيت تلك الأمثال الثلاثة (بعد) أي بعد سماعي منه ولا ذهلت عنها حتى الآن (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في ضرب أمثالهما (كأنهما غمامتان) أي سحابتان (أو ظلتان) أي سحابتان (سوداوان) لكثافتهما وارتكام البعض منهما على بعض وذلك من المطلوب في الظلال اهـ من المرقاة (بينهما شرق) بفتح الراء وسكونها أي ضوء ونور، وسكون الراء فيه أشهر من فتحها اهـ المرقاة (أو كأنهما حزقان) أي قطيعان (من طير صواف) أي مصطفات (تحاجان) أي تجادلان (عن صاحبهما) أي عن تاليهما والعامل بهما.
قال القرطبي:(قوله كأنهما غمامتان أو ظلتان أو كأنهما حزقان) هذا يدل على أن أو ليست للشك لأنه مثل السورتين بثلاثة أمثال فيحتمل أن تكون أو بمعنى الواو كما يقول الكوفي وأنشدوا عليه:
نال الخلافة أو كانت له قدرًا ... كما أتى ربه موسى على قدر