للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ. وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مَكَّةَ. فَقَال: مَنِ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟ فَقَال: ابْنَ أَبْزَى. قَال: وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى؟ قَال: مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا. قَال: فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيهِمْ مَوْلًى؟ قَال: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَإِنهُ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ. قَال عُمَرُ: أَمَا إِن نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَال: "إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا ويضَعُ بِهِ آخَرِينَ"

ــ

سنة عشر ومائة (١١٠) وهو آخر من مات من جميع الصحابة على الإطلاق (أن نافع بن عبد الحارث) بن خالد بن عمير بن الحارث الخزاعي المكي الصحابي المشهور، من مسلمة الفتح، وأفره عمر على مكة وأقام بها إلى أن مات ولم يهاجر، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر بن الخطاب في الصلاة، ويروي عنه (م دس ق) وعامر بن واثلة وأبو سلمة بن عبد الرحمن، انفرد له مسلم بحديث (لقي) أي استقبل (عمر) بن الخطاب لأنه استعمله على مكة، والحال أن عمر نازل (بعسفان) حاجًّا إلى مكة، وعسفان كعثمان اسم موضع على مرحلتين من مكة (وكان عمر) بن الخطاب (يستعمله) أي استعمله وولاه (على) أهل (مكة) المكرمة، عبر بالمضارع لإفادة الاستمرار والتجدد، وفي بعض النسخ وكان عمر استعمله على مكة (فقال) له عمر (من استعملت) واستخلفت (على أهل الوادي) يعني وادي مكة حين استقبلتني إلى هنا (فقال) نافع بن عبد الحارث استعلمت عليهم عبد الرحمن (بن أبزى) -بفتح الهمزة وسكون الباء الموحدة بعدها زاي مفتوحة مقصورًا- الخزاعي مولاهم، صحابي صغير، وكان في عهد عمر رجلًا، وكان على خراسان لعلي، له اثنا عشر حديثًا (١٢) (قال) عمر (ومن) هو (ابن أبزى) أي من أي قبيلة هو (قال) نافع بن عبد الحارث هو (مولى من موالينا) أي من موالي الخزاعيين، وفيه اعتبار النسب في الولاية وإن العلم والقرآن يجبران نقص النسب (قال) عمر أفقدت غير الموالي (فاستخلفت عليهم) أي على أهل الوادي (مولى) من مواليكم؛ وهمزة الإنكار مقدرة قبل الفاء العاطفة على محذوف كما قدرناه (قال) نافع بن عبد الحارث (إنه) أي إن عبد الرحمن بن أبزى (قارئ) أي عارف (لـ) قراءة (كتاب الله عزَّ وجلَّ وإنه) أيضًا (عالم بـ) علم (الفرائض) وقسمة التركات ولذلك استخلفته (قال عمر) بن الخطاب: أصبت وأحسنت حينئذ (أما إن نبيكم) محمدًا (صلى الله عليه وسلم قد قال إن الله) سبحانه قد (يرفع بهذا الكتاب أقوامًا وبضع به آخرين) معنى (يرفع بهذا الكتاب) أي بهذا القرآن

<<  <  ج: ص:  >  >>