ليلى) الكوفي (عن أُبي بن كعب) الأنصاري المدني، وهذان السندان من سباعياته رجال الأول منهما ثلاثة منهم كوفيون واثنان بصريان وواحد مكي وواحد مدني، والثاني منهما رجاله ثلاثة منهم بصريون واثنان كوفيان وواحد مدني وواحد مكي (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار) بكسر الغين المعجمة، وأضاة -بوزن حصاة- الغدير، قال النواوي: الأضاة هي الماء المستنقع كالغدير، وجمعها أضا كحصاة وحصى، وإضاء بكسر الهمزة والمد كأكمة وإكام (قال) أبي بن كعب (فأتاه) صلى الله عليه وسلم (جبريل - عليه السلام - فقال: إن الله) سبحانه وتعالى (يأمرك) يا محمد (أن تقرأ) بفتح التاء والراء بينهما قاف ساكنة و (أمتك) فاعله (القرآن) مفعوله (على حرف) واحد متعلق بتقرأ.
وفي رواية أبي داود أن تقرئ بضم التاء وكسر الراء من الإقراء، وأمتك مفعول تقرئ أي يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف واحد ولغة واحدة (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (أسال الله) سبحانه وتعالى (معافاته) أي تسهيله وتيسيره لهم من عفا الأثر أي سهل وتغير (ومغفرته) أي غفرانه لهم وسؤاله المغفرة لمخافة وقوع التقصير منهم فيما يلزمهم في القراءة اهـ من المفهم.
(وإن أمتي لا تطيق ذلك) أي القراءة على حرف واحد (ثم أتاه) صلى الله عليه وسلم جبريل المرة (الثانية فقال) جبريل - عليه السلام - (إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين) أي على لغتين (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم (أسال الله) تعالى (معافاته) أي سلامته لهم من التشديد في القراءة (ومغفرته) لهم فيما قصروا فيه من القراءة (وإن أمتي لا تطيق ذلك) أي قراءته على حرفين فقط (ثم جاءه) صلى الله عليه وسلم جبريل - عليه السلام - المرة (الثالثة فقال) جبريل (أن الله) سبحانه وتعالى (يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف) فقط (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم (أسأل الله) تعالى