للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: يَعْنِي يَتَّخِذُ كَوَّةً فِي حَائِطِهِ (١)؛ لِيَدْخُلَ عَلَيهِ الروْحُ.

وَسَمِعْت عُبَيدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ الْقَوَارِيرِي يَقُولُ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زيدٍ يَقُولُ لِرَجُلٍ بَعْدَمَا جَلَسَ مَهْدِيُّ بْنُ هِلالٍ بِأيامٍ:

ــ

في الأول وإسكانها في الثاني مع العين المهملة.

(قال) عبدُ القُدوس: (يَعْنِي) النبي صلى الله عليه وسلم بذلك: نَهْيَ الرجلِ (يَتخِذُ كَوَّةً) بفتح الكاف على اللغة المشهورة، قال صاحب "المطالع": وحُكي فيها الضم (٢)؛ أي: نَهَى أن يَتخِذَ الرجلُ ويفتحَ كوَّةً؛ أي: طاقةً نافذةً وفرجةً مفتوحةً (في حائِطه) أي: جدارِ بيته (لِيَدْخُلَ عليه) أي: على الرجل (الروْحُ) أي: النسيمُ والريحُ اللطيفةُ التي تَجْلِبُ له البرودةَ، وفي بعض النسَخ: (تتخَذَ) بالبناء للمجهول مع التاء الفوقانية بدل الياء التحتانية، ورَفْعِ (كَوَّة) على أنه نائب فاعل لِتتخَذَ، وتنكيرِ (حائط) بلا إضافةٍ لضميرِ الرجل، وهذا الذي رواه عبد القدوس تصحيف قبيح في اللفظ، وخطأ صريح في المعنى.

ثم استشهد المؤلفُ رحمه الله تعالى لِمَا مَر بأثَرِ حَماد بن زَيد فقال:

(وَسَمِعْتُ عُبيدَ اللهِ) فالواوُ فيه عاطفة على محذوف تقديرُه: سمعتُ من غير عُبَيد الله هذا الجَرْحَ الآتي، وسمعتُ عُبَيدَ الله أيضًا، وفي بعض النسخ: (قال) الإمامُ (مسلم) رحمه الله تعالى على سبيل التجريد البديعي: وسَمِعْتُ عُبيدَ اللهِ (بنَ عُمَرَ) بن مَيسَرة الجُشَمي مولاهم، أبا سعيد (القَوَارِيري) البصري، ثقة ثَبْت من العاشرة، مات سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين على الأصِحّ، وله خمسٌ وثمانون سنة.

حالة كون عبيد الله (يقولُ: سَمِعْتُ حَمادَ بنَ زْيدِ) بن دِرْهَم الأَزْدي أبا إسماعيل البصريَّ، ثقة ثَبْت من كبار الثامنة، مات سنة تسع وسبعين ومائة، وله إحدى وثمانون سنة.

حالة كون حماد (يقولُ لرجلٍ) من الطلبة، والظرفُ في قوله: (بعدَ ما جَلَسَ) متعلِّق بيقولُ، وما مصدرية، والجار والمجرورُ في قوله: (مَهْدِي بن هلالِ بأيامٍ)


(١) في النسخة التركية بلفظ: (يعني تتخَذُ كوة في حائطٍ).
(٢) انظر "شرح صحيح مسلم" (١/ ١١٤)، و "مكمل إكمال الإكمال" (١/ ٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>