عبد الأعلى السامي بمهملة أبو محمَّد البَصْرِيّ ثقة من (٨)(عن سعيد) بن أبي عروية مهران اليشكري مولاهم أبي النضر البَصْرِيّ ثِقَة من (٦)(عن قتادة) بن دعامة السدوسي أبي الخطاب البَصْرِيّ ثِقَة من (٤)(عن أنس) بن مالك الأَنْصَارِيّ البَصْرِيّ رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته ومن لطائفه أن رجاله كلهم بصريون وفيه التحديث والعنعنة والمقارنة غرضه بسوقه بيان متابعة قتادة لثابت البناني في رواية هذا الحديث عن أنس (أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه) أي رفعًا بليغًا لئلا يعارض الرواية السابقة (في شيء من دعائه إلَّا في الاستسقاء) فإنَّه كان يرفع يديه رفعًا بليغًا (حتَّى يرى بياض إبطيه) هكذا قال ابن أبي عدي (غير أن عبد الأعلى قال) في روايته حتَّى (يرى بياض إبطه) بالإفراد (أو) يرى (بياض إبطيه) بالتثنية بالشك في أي الصيغتين قال سعيد: وظاهر هذه الرواية تنفي الرفع في كل دعاء غير الاستسقاء وهو معارض بما سبق في الرواية السابقة وبما سنذكره من الأحاديث المثبتة للرفع في سائر الأدعية فليحمل النفي في هذه الرواية على صفة مخصوصة إما الرفع البليغ كما يدل عليه قوله حتَّى يرى بياض إبطيه كما مر آنفًا وإما على صفة اليدين في ذلك كما ذكره في الرواية الآتية بقوله فأشار بظهر كفيه إلى السماء وعلى نفي رؤية أنس لذلك وهو لا يستلزم نفي رؤية غيره ورواية المثبت مقدمة على النافي.
والحاصل استحباب الرفع في كل دعاء إلَّا ما جاء من الأدعية مقيدًا بما يقتضي عدم الرفع فيه كدعاء الركوع والسجود وغيرهما فقد ورد رفعه صلى الله عليه وسلم يديه في مواضع كثيرة فمنها رفعه يديه حتَّى يرى عفرة إبطيه حين استعمل ابن اللتبية على الصدقة كما في الصحيحين ومنها رفعهما في قصة خالد بن الوليد قائلًا: اللهم إنِّي أبرأ إليك مما صنع خالد رواه البُخَارِيّ والنَّسائيّ ومنها رفعهما على الصفا رواه مسلم وأبو داود ومنها رفعهما ثلاثًا بالبقيع مستغفرا لأهله رواه البخاري في رفع اليدين ومسلم ومنها رفعهما حين تلا قوله تعالى {إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ} الآية قائلًا: اللهم أمتي أمتي رواه مسلم ومنها رفعهما حين بعث جيشًا فيهم علي قائلًا: اللهم لا تمتني حتَّى تريني عليًّا رواه التِّرْمِذِيّ