(فقال) أبو نُعَيم، جملةٌ تفسيريةٌ لجملة ذَكَرَ:((قال) المُعَلى بن عُرْفَان: (حَدثَنا أبو وائلٍ) شَقِيقُ بن سلمة الأسدي التابعي الجليلُ الكوفي، أحدُ سادة التابعين مُخَضْرَم، وأحدُ العلماء العاملين.
روى عن أبي بكر وعُمر وعثمان وعلي ومعاذ بن جَبَل وطائفة، ويروي عنه (ع) والشَّعْبِي وعَمْرو بن مُرة ومغيرة بن مِقْسَم وخلق، وتعلم القرآن في سنتين.
وقال في "التقريب": ثقة مُخَضْرَم، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وله مائة سنة.
وجملةُ قوله:(قال) أبو وائل بدلٌ من قوله: (حَدثَنا أبو وائلٍ): (خَرَجَ علينا) معاشر الحاضرين من خيمتِهِ عبدُ اللهِ (بن مسعودِ) بن غافل بمعجمة وفاءٍ، الهُذَليُّ أبو عبد الرحمن الكوفي، أحدُ السابقين إلى الإسلام، مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين عن بضع وستين سنة.
أي: قال المُعَلَّى: خَرَج علينا عبدُ اللهِ بن مسعودِ الصحابي الجليلُ من خَيمَتِه (بصِفِّينَ) أي: في وَقْعة صِفين، وجَعَلَ يُحَدثُنا كذا وكذا.
قال النووي: (و"صِفِّين": بكسر الصاد المهملة والفاء المشددة من بعدها ياءٌ في الأحوال الثلاثة: الرفع والنصبِ والجر، وهذه هي اللغة المشهورة، وفيها لُغَةٌ أُخرى حكاها أبو عُمر الزاهدُ عن ثعلب عن الفَراء وحكاها صاحب "المطالع" وغيرُه من المتاخرين: "صِفون" بالواو في حالة الرفع، وهي موضع الوقعة بين أهل الشام والعراق مع على ومعاوية رضي الله تعالى عنهم) (١).
(فقال أبو نُعَيمٍ) للمُعَلَّى بن عُرْفان: (أترَاهُ) بضم التاء؛ أي: أترَى ابنَ مسعود وتَظُنُّه يا مُعَلَّى قد (بُعِثَ) من قبره (بعدَ الموتِ) والدفْنِ في المدينة، وخَرَجَ عليكم في صِفين؟ ! وهذا غيرُ معقولٍ؛ لأن البَعْثَ إنما يكون بعد النفخة الثانية، فكلامُك هذا كذبٌ بَحْتٌ وبُهْتانٌ عظيمٌ.