وهذا السند من سداسياته رجاله اثنان منهم مدنيان واثنان كوفيان وواحد مكي وواحد مروزي غرضه بسوقه بيان متابعة أبي صالح لنافع وسعيد بن المسيب في رواية هذا الحديث عن ابن عمر.
أي فلما أفاق عمر قال لمن عنده:(أما) بهمزة الاستفهام التقريري وما النافية أو للاستفتاح أي قد (علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت ليعذب ببكاء الحي) بكاء مع رفع الصوت والندب سواء كان الباكي من أهل الميت أم لا فليس مختصًا بأهله وقوله: (ببكاء أهله) خرج مخرج الغالب لأن المعروف أنه إنما يبكى على الميت أهله والمراد بالحي المقابل للميت أو المراد بالحي القبيلة ويراد به قبيلة الميت لأنه في تقدير حيه فيوافق قوله في الرواية الأخرى: (ببكاء أهله عليه) أفاده القسطلاني وهذه الرواية انفرد بها الإمام مسلم رحمه الله تعالى.
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث عمر رضي الله عنه فقال:
(٢٠٢٦)(٠)(٠)(حدثني علي بن حجر السعدي) المروزي (حدثنا علي بن مسهر) الكوفي (عن) سليمان بن أبي سليمان فيروز (الشيباني) أبي إسحاق الكوفي ثقة من (٥)(عن أبي بردة) عامر بن أبي موسى الأشعري الكوفي الفقيه ثقة من (٣)(عن أبيه) أبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس الكوفي الصحابي المشهور رضي الله عنه (قال) أبو موسى (لما أصيب عمر) بن الخطاب أي جرح بالخنجر الجراحة التي مات منها على ما تقدم (جعل) أي شرع (صهيب) بن سنان النينوي الأصل الرومي المنشإ أبو يحيى المدني الصحابي المشهور رضي الله عنه يبكي وينوح على عمر و (يقول) في نوحه: (واأخاه) بألف الندبة وهاء السكت ساكنة (فقال له عمر) منكرًا عليه بكاءه لرفعه صوته بقوله: واأخاه خوفًا من استصحابه ذلك أو زيادته عليه بعد موته: (يا صهيب أما علمت) أي قد علمت (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت ليعذب ببكاء الحي عليه) أي