قَالتْ: قَال لِي رَسُولُ الله صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ: "أَنْفِقِي (أَو انْفَحِي، أَو انْضَحِي) وَلَا تحصِي، فَيُحصِيَ الله عَلَيكِ".
(٢٢٥٧)(٠)(٠) وحدّثنا عَمرٌو الناقِدُ
ــ
وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون واثنان كوفيان.
(قالت) أسماء: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنفقي أو انفحي): بفتح الفاء وحاء مهملة (أو) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انضحي) بفتح الضاد وأو للشك من الراوي أو ممن دونه ومعنى انفحي وانضحي أعطي.
قال النواوي: النفح والنضح العطاء ويطلق النضح أيضًا على الصب فلعله المراد هنا ويكون أبلغ من النفح اهـ.
ومعنى الثلاثة: اصرفي ما عندك في الخيرات (ولا تحصي) من الإحصاء وهو معرفة قدر الشيء وزنًا أو عددًا أو المراد به هنا عده للتبقية أو ادخاره للاعتداد به وترك النفقة منه في سبيل الله تعالى ومعناه الحث على النفقة في الطاعة والنهي عن الإمساك والبخل وعن ادخار المال في الوعاء اهـ نووي.
وقيل: معنى (لا تحصي) لا تعدي ما تعطي فتستكثري به فتمتنعي من الإعطاء وهذا أولى ما يقال في الحديث اهـ سنوسي.
وقوله:(فيحصي الله عليك) بنصب يحصي لوقوعه في جواب النهي بكسر الكاف خطابًا لأسماءَ من باب المشاكلة والمقابلة كقوله: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ}[آل عمران: ٥٤] وإحصاء الله قطع البركة عنه أو حبس مادة الرزق أو المحاسبة عليه في الآخرة كذا في الفتح والمعنى النهي عن منع الصدقة خشية النفاد فإن ذلك أعظم الأسباب لقطع مادة البركة لأن الله تعالى يثيب على العطاء بغير حساب ومن لا يحسب عند العطاء لا يحاسب عليه عند الجزاء ومن علم أن الله يرزقه من حيث لا يحتسب فحقه أن يعطي ولا يحسب وقيل: المراد بالإحصاء محمد الشيء لأن يدخر ولا ينفق منه اهـ فتح الملهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد (٦/ ٣٤٥ و ٣٤٦) والبخاري (١٤٣٣) والنسائي (٥/ ٧٣ - ٧٤).
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أسماء رضي الله تعالى عنها فقال:
(٢٢٥٧)(٠)(٠)(وحدثنا عمرو) بن محمد بن بكير بن شابور (الناقد) أبو عثمان