للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَا تحقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِها. وَلَوْ فرسِنَ شَاةٍ"

ــ

(٢٢٦١) (٩٩٥) - (١٤٥) حدّثني زُهيرُ بْنُ حَربٍ وَمُحَمدُ بْنُ الْمُثَنى. جَمِيعًا عَنْ يَحيَى الْقَطَّانِ. قَال زُهيرٌ: حَدَّثَنَا يَحيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيدِ الله. أَخْبَرَنِي خُبَيبُ بْنُ عَبْدِ الرحمنِ،

ــ

(لا تحتقرن جارة) بفتح حرف المضارعة وبنون التوكيد الثقيلة أي لا تستحقر جارة إهداء (لجارتها) أي هدية مهداة لجارتها (ولو) كان الذي تهديه لها (فرسن شاة) أي ظلف شاة معناه لا تمتنع جارة من الصدقة والهدية لجارتها لاستحقارها الموجود عندها بل تجود بما تيسر وإن كان قليلًا كفرس شاة اهـ نووي.

والفرسن بكسر الفاء وفتح المهملة بينهما راء ساكنة آخره نون هو عظم قليل اللحم وهو للبعير كالحافر للفرس والقدم للإنسان واستعير هنا للشاة ونونه زائدة وقيل: أصلية وأريد به هنا المبالغة الأوّلو شيئًا قليلًا.

وعبارة فتح الملهم: وأشار بذلك إلى المبالغة في إهداء الشيء اليسير وقبوله لا إلى حقيقة الفرسن لأنه لم تجر العادة بإهدائه أي لا تمتنع جارة من الهدية لجارتها الموجود عندها لاستقلاله بل ينبغي أن تجود لها بما تيسر كان كان قليلًا فهو خير من العلم وذكر الفرسن على سبيل المبالغة ويحتمل أن يكون النهي إنما وقع للمهدى إليها وأنها لا تحتقر ما يهدى إليها ولو كان قليلا وحمله على الأعم من ذلك أولى.

وفي الحديث الحض على التهادي ولو باليسير ولأن الكثير قد لا يتيسر كل وقت وإذا تواصل اليسير صار كثيرًا وفيه استحباب المودة وإسقاط التكلف وخص النهي بالنساء لأنهن موارد المودة والبغضاء ولأنهن أسرع انفعالًا في كل منهما قاله الحافظ في أبواب الهبة.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد (٢/ ٢٦٤ و ٤٣٢) والبخاري (٦٠١٧) والترمذي (٢١٣٠).

ثم استدل المؤلف على الجزء الثاني من الترجمة بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه فقال:

(٢٢٦١) (٩٩٥) (١٤٥) (حدثني زهير بن حرب ومحمد بن المثنى جميعًا عن يحيى) بن سعيد (القطان) التميمي البصري (قال زهير: حدثنا يحيى بن سعيد) القطان (عن عبيد الله) بن عمر بن حفص بن عاصم العمري المدني (أخبرني خبيب بن عبد الرحمن)

<<  <  ج: ص:  >  >>