وهذا السند من سداسياته رجاله أربعة منهم مصريون وواحد مدني وواحد كوفي (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قد أفلح) أي فاز وظفر بمطلوب الدنيا والآخرة (من أسلم) وجهه لله وانقاد لشريعة الإسلام (ورزق كفافًا) أي ما يكفه ويمنعه من مسئلة الناس والكفاف بفتح الكاف من الكف بمعنى المنع لا من الكفاية كما يتوهم (وقنعه الله) سبحانه (بما آتاه) من الرزق فلم تطمح نفسه لطلب ما زاد على ذلك فمن حصل له ذلك فقد فاز اهـ مناوي.
قال القرطبي: والكفاف ما يكف عن الحاجات ويدفع الضرورات والفاقات ولا يلحق بأهل الترفهات ومعنى هذا الحديث أن من فعل تلك الأمور واتصف بها فقد حصل على مطلوبه وظفر بمرغوبه في الدنيا والاخرة اهـ من المفهم.
قال النواوي: فيه فضيلة هذه الأوصاف.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد (٢/ ١٦٨ و ١٧٢) والترمذي (٢٣٤٨) وابن ماجه (٤١٣٨).
ثم استشهد المؤلف لحديث عبد الله بن عمرو بحديث أبي هريرة رضي الله عنهم فقال:
(٢٣٠٨)(١٠٢٠)(١٧٥)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو) بن محمد بن بكير (الناقد) أبو عثمان البغدادي (وأبو سعيد الأشج) الكندي عبد الله بن سعيد بن حصين الكوفي (قالوا: حدثنا وكيع حدثنا الأعمش ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا محمد بن فضيل) بن غزوان الضبي الكوفي (عن أبيه) فضيل بن غزوان (كلاهما) أي كل من الأعمش وفضيل بن غزوان رويا (عن عمارة بن القعقاع) بن شبرمة الضبي الكوفي (عن أبي زرعة) هرم بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي ثقة من (٣)(عن أبي هريرة) رضي الله عنه.