وعلى هذا لا يكون في الكلمة قلب وهذا يوافق قوله (كالبضعة تدردر).
والأول يوافق ما يأتي من قوله كطبي شاة.
(قلت): إنما كان يوافقه لأن الثدن إذا فسر بقصير اليد وافق رواية (كطبي شاة) وإن فسره بكثرة اللحم واسترخائه وافق قوله (كالبضعة تدردر) لأن البضعة فيها كثرة واسترخاء اهـ.
(لولا) مخافة (أن تبطروا) من باب فرح أي أن تفرحوا بقتالهم فرحًا شديدًا وتتكلوا عليه من الأعمال الصالحة قال النواوي: البطر هنا التجبر وشدة النشاط والفرح من باب تعب أي لولا مخافة بطركم وفخركم واتكالكم عن الأعمال الصالحة بقتالهم (لحدثتكم) أيها المسلمون (بما وعد الله) سبحانه وتعالى أي بالأجر الذي وعدالله (الذين يقتلونهم) أي يقتلون الخوارج (على لسان محمد صلى الله عليه وسلم) أي لولا مخافة ذلك لأخبرتكم بالأجر الجزيل الذي وعده الله تعالى لمن قاتلهم على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (قال) عبيدة السلماني: (قلت) لعلي بن أبي طالب: (آنت) بهمزة الاستفهام التقريري أي هل أنت يا علي (سمعته) أي سمعت ذلك الموعود على لسان محمد صلى الله عليه وسلم من الأجر الجزيل لمن قاتلهم (قال) علي: (إي) بكسر الهمزة وسكون الياء من حروف الجواب كنعم أي نعم سمعته من محمد صلى الله عليه وسلم (ورب الكعبة) أي أقسمت لك برب الكعبة وقوله: (إي ورب الكعبة إي ورب الكعبة) توكيد لفظي للأول لتأكيد سماعه من محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة رابعًا في حديث علي رضي الله عنه فقال:
(٢٣٤٧)(٠)(٠)(حدثنا محمد بن المثنى) البصري (حدثنا) محمد بن إبراهيم (ابن أبي عدي) السلمي البصري (عن) عبد الله (بن عون) بن أرطبان المزني أبي عون البصري الخرَّاز ثقة من (٦) روى عنه في (١١) بابا (عن محمد) بن سيرين (عن عبيدة)