(فسيروا) أي فانفروا في قتالهم (على اسم الله) ومعونته سبحانه أي استعينوا في قتالهم باسم الله تعالى.
قال عبد الملك بن أبي سليمان بالسند السابق:(قال) لنا (سلمة بن كهيل: فنزلني زيد بن وهب) الجهني أي ذكر لي زيد بن وهب مراحلهم في سفرهم لقتال الخوارج وعدَّها (منزلًا) منزلًا أي ذكر لي مواضع نزولهم في سفرهم لقتال الخوارج واحدًا واحدًا قال النواوي: هكذا هو في معظم النسخ (منزلًا) مرة واحدة وفي نادر منها: (منزلًا منزلًا) مرتين وكذا ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين وهو وجه الكلام أي ذكر لي مراحلهم بالجيش منزلًا منزلًا.
قال القرطبي:(وقول سلمة: فنزلني زيد منزلًا) أي أخبرني بالمواضع التي نزلها علي مع جيشه منزلًا منزلًا واحدًا واحدًا وصوابه: منزلًا منزلًا مرتين لأن معناه أخبرني بالمنازل مفصلة فهو منصوب على الحال كما تقول العرب علمته الحساب بابا بابا ولا يكتفى في هذا النوع بذكر مرةً واحدة لأنه لا يفيد ذلك المعنى غير أنه وقع هنا منزلًا مرة واحدة لجميع رواة مسلم فيما أعلم وقد جاء كتاب النسائي (منزلًا منزلًا) مرتين وهو الصحيح اهـ من المفهم.
(حتى قال) زيد بن وهب في عد المنازل: (مررنا على قنطرة) كان القتال عندها وهي قنطرة الدبرجان كذا جاء مبهمًا في سنن النسائي وهناك خطبهم علي رضي الله عنه وروى لهم هذه الأحاديث والقنطرة بفتح القاف هو الجسر الذي يعبر عليه (فلما التقينا) أي تقابلنا مع الخوارج (و) كان أميرًا (على الخوارج يومئذ) أي يوم إذ تقابلنا معهم (عبد الله بن وهب الراسبي) والجملة معترضة بين لما وجوابها وهو قوله: (فقال لهم: ألقوا الرماح) والفاء زائدة في جواب لما أي فلما التقينا قال للخوارج قائدهم عبد الله بن وهب الراسبي: ألقوا الرماح أي ارموا الرماح من أيديكم. (وسلوا سيوفكم) بضم السين أمر من سل يسل أي أخرجوا سيوفكم (من جفونها) أي من أغمادها جمع جفن بفتح