للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَال عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: الْتَمِسُوا فِيهِمُ الْمُخْدَجَ. فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ. فَقَامَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِنَفْسِهِ حَتَّى أَتَى نَاسًا قَدْ قُتِلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ. قَال: أَخرُوهُمْ. فَوَجَدُوهُ مِمَّا يَلِي الأرضَ. فَكَبَّرَ. ثُمَّ قَال: صَدَقَ اللهُ. وَبَلَّغَ رَسُولُهُ. قَال: فَقَامَ إِلَيهِ عَبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ. فَقَال: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! آللهَ الَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ! لَسَمِعْتَ هذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَال: إِي. وَاللهِ الَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ! حَتَّى اسْتَحْلَفَهُ ثَلاثًا. وَهُوَ يَحْلِفُ لَهُ

ــ

الفتح أنه لم ينج منهم أي من الخوارج إلا دون العشرة ولا قتل ممن مع علي رضي الله عنه إلا نحو العشرة وما في صحيح مسلم أصح والله تعالى أعلم بالصواب.

(فقال علي رضي الله عنه) لمن عنده: (التمسوا) أي اطلبوا (فيهم) أي في قتلى الخوارج (المخدج) أي الناقص الخلق واليد (فالتمسوه) أي فطلب أصحاب علي ذاك المخدج في قتلاهم (فلم يجدوه) أي لم يصيبوه ولم يروه (فقام علي رضي الله عنه بنفسه حتى أتى ناسًا) من الخوارج (قد قتل بعضهم) مطروحون (على بعض) فـ (ـقال) علي رضي الله عنه: (أخروهم) أي أخروا أيها الناس هؤلاء القتلى عن مصارعهم (فـ) ـلما أخروهم عن مصارعهم (وجدوه) أي وجدوا ذلك المخدج (مما يلي الأرض) من مصارعهم (فكبر) علي رضي الله عنه تعجبًا من وجدانه على الوصف الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم به (ثم) بعد التكبير (قال) علي رضي الله عنه: (صدق الله) سبحانه وتعالى فيما أوحى إلى نبيه (وبلغ رسوله) إلينا (قال) زيد بن وهب الجهني: (فقام إليه) أي إلى علي (عبيدة) بن عمرو المرادي (السلماني فقال: يا أمير المؤمنين آلله الذي لا إله إلا هو) بهمزة ممدودة فالهمزة عوض عن باء القسم وهو قسم أقسم عليه لتزيد طمأنينة قلبه لا ليدفع شكًّا عن نفسه اهـ مفهم أي أقسمت بالله الذي لا إله غيره (لسمعت هذا الحديث) الذي حدثتنا في شأن الخوارج والمخدج (من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال) علي رضي الله عنه: (إي) أي نعم سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم (والله) أي أقسمت لكم بالله (الذي لا إله إلا هو) فسأله عبيدة وناشده (حتى استحلفه) أي حتى استحلف عبيدة عليًّا (ثلاثًا) من المرات أي سأل عبيدة عليًّا ثلاث مرات أن يحلف بالله على سماعه الحديث منه (وهو) أي والحال أن عليًّا (يحلف له) أي لعبيدة بعد كل مرة من الاستحلاف على سماعه ذلك الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>