هذا السند بيان متابعة عبيد الله بن أبي رافع لمن روى عن علي بن أبي طالب كزيد بن وهب وعبيدة السلماني.
(قالوا) جواب لما والجملة الاسمية معترضة (لا حكم إلا لله قال علي) رضي الله عنه هذه الكلمة التي قالوها: (كلمة حق أريد بها باطل) يعني بالكلمة قولهم: لا حكم إلا لله أصلها صدق فإنها مأخوذة من قول الله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إلا لِلَّهِ} لكنهم أرادوا بها الإنكار على علي في قبوله التحكيم بينه وبين أهل الشام بعد انتهاء القتال بصفين (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسًا) يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية و (إني لأعرف صفتهم) أي لأرى صفة الناس الذين وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم (في هؤلاء) الخوارج هؤلاء (يقولون الحق بألسنتهم) كقراءة القرآن (لا يجوز) ذلك الحق الذي قالوه بألسنتهم ولا يتعدى (هذا) الحلقوم (منهم) ولا يصل إلى قلوبهم (وأشار) علي بقوله هذا (إلى حلقه) أي إلى حلقومه هؤلاء الخوارج هم (من أبغض خلق الله) تعالى (إليه) أي عنده تعالى (منهم) أي من هؤلاء الخوارج رجل (أسود إحدى يديه طبي شاة) بضم الطاء المهملة وسكون الباء الموحدة أي مثل ضرع شاة وفيه تشبيه بليغ وأصل الكلمة للكلبة والسباع كما في النواوي ثم استعيرت للشاة (أو) قال علي إحدى يديه (حلمة ثدي) أي مثل رأس ثدي المرأة والشك من الراوي ففيه تشبيه بليغ أيضًا (فلما قتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه) بالنهروان (قال) علي لمن عنده: (انظروا) ذلك الأسود والتمسوه في القتلى (فنظروا) أي نظر الناس ذلك الأسود والتمسوه في القتلى (فلم يجدوا شيئًا) من صفاته فرجعوا إلى علي فأخبروه (فقال) لهم علي: (ارجعوا) إلى القتلى فالتمسوه (فوالله ما كَذَبت) بالبناء للفاعل أي ما حدثت الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولا كُذِبت) بالبناء للمفعول أي ولا حدثت الكَذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم