للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: فَبَينَمَا هُمَا في ذلِكَ جَاءَ عَلِي بْنُ أَبِي طَالِبٍ. فَوَقَفَ عَلَيهِمَا. فَذَكَرَا لَهُ ذلِكَ. فَقَال عَلِي بْنُ أَبِي طَالِبٍ: لَا تَفْعَلا. فَوَاللهِ مَا هُوَ بِفَاعِلٍ. فَانْتَحَاهُ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ فَقَال: وَاللهِ! مَا تَصْنَعُ هذَا إلَّا نَفَاسَةً مِنْكَ عَلَينَا. فَوَاللهِ! لَقَدْ نِلْتَ صِهْرَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَمَا نَفِسْنَاهُ عَلَيكَ

ــ

أجرة العمالة في الزكاة (قال) عبد المطلب بن ربيعة: (فبينما هما) أي العباس وربيعة (في ذلك) التشاور والحوار (جاء علي بن أبي طالب فوقف) علي (عليهما) أي على رؤوسهما (فذكرا) أي فذكر ربيعة والعباس (له) أي لعلي (ذلك) الأمر الذي تشاورا فيه وأخبراه (فقال) لهما (علي بن أبي طالب: لا تفعلا) ذلك البعث للغلامين أي لا تبعثاهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (فوالله ما هو) صلى الله عليه وسلم (بفاعل) ما تريدان منه من تأمير الغلامين على الزكاة.

وفي بعض الهوامش: (قوله: اجتمع ربيعة بن الحارث) الخ يعني أبا نفسه فإنه عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث وكان مع أبيه وكان الفضل بن عباس مع أبيه عباس وكلاهما من آله صلى الله عليه وسلم قوله: (فقالا) أي قال أحدهما لصاحبه وكأنهما لتوافق رأيهما قالاه معًا وقوله: (لو بعثنا) أي لكان خيرًا أو هي للتمني فلا حاجة لها إلى جواب قوله: (قالا لي) إلخ هذا قول عبد المطلب بن ربيعة يريد قالا عني وعن الفضل بن عباس قوله (فأمرهما على هذه الصدقات) أي فجعل كلًّا منهما أميرًا وعاملًا عليها قوله: (فوالله ما هو بفاعل) ولعل حلفه بالله تعالى أنه صلى الله عليه وسلم لا يستعملها على الصدقات لعلمه من قضية الحسن بن علي المذكورة في أول الباب ما يكون له دليلًا على ذلك حين قال للحسن: كخ كخ إلخ (فانتحاه) أي انتحى عليًّا وقصده (ربيعة بن الحارث) بالكلام الشديد ونهره وعرضه بالكلام الفاحش (فقال) ربيعة لعلي: (والله ما تصنع هذا) المنع لنا من تكليم الغلامين وسؤالهما له صلى الله عليه وسلم التأمير على الصدقات (إلا نفاسة) واستبدادًا وإيثارًا (منك) نفسك (علينا) برسول الله صلى الله عليه وسلم أي ما تصنع هذا إلا لأجل إيثار نفسك علينا برسول الله صلى الله عليه وسلم والمعنى ما تصنع هذا إلا لأجل حسدك لنا (فوالله لقد نلت) وفزت (صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي لقد نلت منصب المصاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم (فما نفسناه) بكسر الفاء أي فما غبطناه منصب المصاهرة لنفسنا أي ما تمنينا أن يكون لنا دونك حسدًا (عليك) أي ما حسدناك

<<  <  ج: ص:  >  >>