واحدًا ونسب القول إلى الجميع لرضاهم به ولم أقف على تسمية القائل في شيء من الطرق اهـ.
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني لست كهيئتكم) أي ليست صفتي كصفتكم يعني إن هيئتكم تحتاج إلى إخلاف ما تحلل وصوم الوصال يضعف قواكم ويعجزكم عن العبادة بخشوعها وليست هيئتي كذلك فإن مزاجي محروس عن التحلل لغاية انجذابه إلى جناب القدس اهـ مبارق.
(إني أُطعم وأُسقى) بضم الهمزة فيهما على صيغة المبني للمفعول يعني يجعل الله لي قوة الطاعم والشارب اهـ مبارق.
قال القرطبي: قوله: (إني أُطعم واسقى) حمله قوم على ظاهره وهو أن الله يطعمه طعامًا ويسقيه شرابًا حقيقة من غير تأويل وليس بصحيح لأنه لو كان كذلك لما صدق عليه قولهم: إنك تواصل ولارتفع عنه اسم الوصال لأنه حينئذ يكون مفطرًا ويخرج كلامه عن أن يكون جوابًا لما سئل عنه ولأن في بعض ألفاظ هذا الخير: (إني أظل عند ربي يطعمني ويسقيني)(وظل) إنما تقال فيمن فعل الشيء نهارًا (وبات) فيمن فعله ليلًا وحينئذ يلزم عليه فساد صومه وذلك باطل بالإجماع اهـ من المفهم.
وفي كتاب نور الأنوار في شرح المنار عند شرح القول المذكور: روي أنه صلى الله عليه وسلم واصل فواصل أصحابه فانكر عليهم الموافقة في وصال الصوم فقال: أيكم مثلي يطعمني ربي ويسقيني يعني أنتم لا تستطيعون الصيام متواليًا في الليل والنهار ولي قوة روحانية من عند الله تعالى أطعم عنده وأسقى من شراب المحبة كما قال قائل شعرًا:
وذكرك للمشتاق خير شراب ... وكل شراب دونه كسراب
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري وأبو داود اهـ تحفة الأشراف.
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث ابن عمر رضي الله عنهما فقال:
(٢٤٤٤)(٠)(٠) (وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير