ولعل لفظة ليلة سقطت من أقلام نساخ مسلم، وإلا فهي موجودة في حديث عبد الله بن أنيس كما يظهر بالمراجعة لمسند الإمام أحمد، ومأخوذة في مشكاة المصابيح، وهذا الحديث انفرد به الإمام مسلم رحمه الله كما مر آنفًا، قال أبو عمر: روى ابن جريج هذا الحديث (حديث الباب) وقال في آخره: فكان الجهني يمسي تلك الليلة يعني ليلة ثلاث وعشرين من رمضان في المسجد فلا يخرج منه حتى يصبح ولا يشهد شيئًا من رمضان قبلها ولا بعدها ولا يوم الفطر، وفي الموطأ وأبي داود: أن ابن أنيس قال: يا رسول الله إني أكون في باديتي، وأنا بحمد الله أصلي بها، فمرني بليلة من هذا الشهر أنزلها بهذا المسجد أصليها فيه، فقال صلى الله عليه وسلم:"انزل ليلة ثلاث وعشرين من رمضان فصلها فيه" اهـ من فتح الملهم.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث ابن عمر ثالثًا بحديث عائشة رضي الله عنهم فقال:
٢٦٥٨ - (١١٤٠)(٦٠)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا) عبد الله (بن نمير ووكيع) كلاهما (عن هشام) بن عروة (عن أبيه) عروة بن الزبير (عن) خالته (عائشة) أم المؤمنين (رضي الله تعالى عنها). وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون واثنان كوفيان (قالت) عائشة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن نمير: التمسوا، وقال وكبع: تحروا ليلة القدر) أي اجتهدوا في طلبها (في العشر الأواخر من رمضان) في ليالي أوتارها، وهذا الحديث انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى كما في تحفة الأشراف.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا لحديث ابن عمر بحديث ابن مسعود رضي الله عنهم فقال:
٢٦٥٩ - (١١٤١)(٦١)(وحدثنا محمد بن حاتم) بن ميمون السمين البغدادي