للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَقِيمُوا حَلالًا حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ التَّرْويةِ فَأَهِلُّوا بِالْحَجِّ. وَاجْعَلُوا الَّتِي قَدِمْتُمْ بِهَا مُتْعَةً". قَالُوا: كَيفَ نَجْعَلُهَا مُتْعَةَ وَقَدْ سَمَّينَا الْحَجِّ؟ قَال: "افْعَلُوا مَا آمُرُكُمْ بِهِ. فَإِنِّي لَوْلَا أَنِّي سُقْتُ الْهَدْيَ، لَفَعَلْتُ مِثْلَ الَّذِي أَمَرْتُكُمْ بِهِ. وَلكِنْ لَا يَحِلَّ مِنِّي حَرَامٌ. حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ" فَفَعَلُوا.

٢٨٢٦ - (٠٠) (٠٠) وحدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ رِبْعِيٍّ الْقَيسِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ،

ــ

(وأقيموا حلالًا حتى) يدخل يوم التروية فـ (إذا كان يوم التروية فأهلوا بالحج واجعلوا) الحجة (التي قدمتم بها متعةً) أي تمتعًا أي اجعلوا الحجة المفردة التي أهللتم بها عمرة فتحلوا منها فتصيروا متمتعين فأطلق على العمرة متعة مجازًا والعلاقة بينهما ظاهرة كذا في الفتح (قالوا كيف نجعلها متعةً وقد سمينا) أي ذكرنا (الحج) في إحرامنا (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (افعلوا ما آمركم به) من فسخ الحجة إلى العمرة (فإني لولا أني سقت الهدي) أي لولا سوق الهدي معي واقع (لفعلت مثل الذي أمرتكم به) من الفسخ لأنه الأفضل لمن لم يسق الهدي (ولكن لا يحل مني حرام) أي لا يحل لي شيء مما حرم علي بالإحرام (حتى يبلغ الهدي) الذي سقته معي (محله) أي مكان حل ذبحه ووقته وهو يوم النحر في منى (ففعلوا) ما أمرهم به لما رأوا أنه عزم محتم، قال النواوي: وفي هذا دليل ظاهر لمذهب الشافعي ومالك وموافقيهما في ترجيح الإفراد، وأن غالبهم كانوا محرمين بالحج، ويتأول رواية من روى من روى متمتعين أنه أراد في آخر الأمر صاروا متمتعين كما سبق تقريره في أوائل هذا الباب، وفيه دليل للشافعي وموافقيه في أن من كان بمكة وأراد الحج إنما يحرم به من يوم التروية، وقد ذكرنا المسئلة مرات اهـ منه.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة رابعًا في هذا الحديث فقال:

٢٨٢٦ - (٠٠) (٠٠) (وحدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي) أبو عبد الله البحراني البصري، صدوق، من (١١) روى عنه في (٣) أبواب (حدثنا أبو هشام المغيرة بن سلمة المخزومي) البصري، ثقة ثبت، من صغار التاسعة، مات سنة (٢٠٠) مائتين، روى عنه في (٦) أبواب (عن أبي عوانة) الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي، ثقة، من (٧) (عن أبي بشر) الوليد بن مسلم بن شهاب العنبري البصري، ثقة،

<<  <  ج: ص:  >  >>