صغر تلك النساجة (و) الحال أن (رداوه إلى جنبه على المشجب) أي موضوع على المشجب حالة كون المشجب موضوعًا إلى جانبه أو المعنى والحال أن رداءه كائن إلى جانبه حال كونه موضوعًا على المشجب، والمشجب -بكسر الميم وسكون الشين المعجمة وجيم مفتوحة ثم باء موحدة- هو اسم لأعواد يوضع عليها الثياب ومتاع البيت، قال النواوي: فيه جواز الصلاة في ثوب واحد مع التمكن من الزيادة عليه (فصلى بنا) جابر ولم أر من عين تلك الصلاة، وفيه جواز إمامة الأعمى للبصراء، وأن صاحب البيت أحق بالإمامة من غيره (فقلت) له بعد فراغه من الصلاة وهو تفسير لقوله فسألته ومعطوف عليه (أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم) والمراد حجة الوداع، والوداع بفتح الواو اسم مصدر لوح توديعًا كسلم سلامًا وكلم كلامًا، وقيل بكسر الواو مصدر قياسي لِوَادَعَ وداعًا وموادعة من باب فاعل سمي بذلك إما لوداعه صلى الله عليه وسلم الناس أو الحرم في تلك الحجة وهي بفتح الحاء وكسرها، قال الشمني: لم يسمع في حاء ذي الحجة إلَّا الكسر، وقال صاحب الصحاح: الحجة بكسر الحاء المرة الواحدة وهي من الشواذ لأن القياس الفتح كذا في المرقاة، قال الأبي: وحديث جابر هذا عظيم القدر قد اشتمل على فوائد كثيرة من الدين بيّنها النبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه من الدنيا وانتقاله إلى ما أعبد الله سبحانه له من الكرامة ولم يبق صلى الله عليه وسلم بعد حجته هذه إلَّا قليلًا بعد أن أشرقت الأرض بنوره وعلت كلمة الإيمان اهـ (فقال) جابر أي أشار (بيده) أي بأصابعه إلى تسع سنوات مدة مكثه صلى الله عليه وسلم في المدينة (فعقد) بلسانه أي عد بلسانه (تسعًا) من السنوات (فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث) أي جلس في المدينة (تسع سنين) حالة كونه (لم يحج) يعني في المدينة، وأما في مكة فحج واحدةً باتفاق، واختلف في ثانية هل حجها أم لا؟ اهـ من المفهم، وقوله (مكث) بضم الكاف وفتحها أي لبث بالمدينة بعد الهجرة تسعًا (ثم) بعد تسع سنين (أذن) النبي صلى الله عليه وسلم بفتح الهمزة وتشديد الذال مبنيًّا للفاعل، والفاعل هو النبي صلى الله عليه وسلم باعتبار أنَّه الآمر بالتأذين