وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة القاسم بن محمد لعروة بن الزبير، حالة كون عائشة (تقول كنت أفتل) وألوي (قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي) تثنية يد (هاتين ثم) بعد بعثه الهدي (لا يعتزل) ولا يبتعد (شيئًا) مما يعتزله المحرم من لبس المخيط واستعمال الطيب وملامسة النساء مثلًا (ولا يتركه) عطف تفسيري للاعتزال.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة خامسًا في حديثها رضي الله تعالى عنها فقال:
٣٠٧٩ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب) القعنبي البصري، ثقة، من (٩)(حدثنا أفلح) بن حميد بن نافع الأنصاري المدني، ثقة، من (٧)(عن القاسم) بن محمد (عن عائشة) رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من رباعياته، غرضه بيان متابعة أفلح بن حميد لعبد الرحمن بن القاسم (قالت) عائشة (فتلت قلائد بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي خيوطًا تعلق في عنق هدايا رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيدي) هاتين، والبدن -بضم الباء وسكون الدال جمع بدنة؛ وهي ناقة أو بقرة تنحر بمكة سميت بذلك لأنهم كانوا يسمنونها (ثم) بعد ما فتلت قلائدها (أشعرها) رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أعلمَها بطعنها جنبَ سنامها ومسح الدم عليها (وقلدها) أي علق في عنقها الخيوط التي فتلتها، ففيه استحباب الإشعار والتقليد في الإبل والبقر، قال النواوي: وفيه أنه إذا أرسل هديه أشعره وقلده من بلده، ولو أخذه معه أخر الإشعار والتقليد إلى حين يحرم من الميقات أو من غيره اهـ (ثم بعث بها إلى البيت) أي إلى الكعبة (وأقام) بنفسه (بالمدينة فما حرم عليه شيء كان له حلًا) مما يتجنبه المحرم من استعمال الطيب والمخيط ومباشرة النساء.