٣٢٣١ - (١٢٩٦)(٤٦) حدثنا يَحيَى بن يَحيَى. قَال: قَرَأتُ عَلَى مَالِك، عَن نُعَيمِ بْنِ عَبْدِ الله، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ: "عَلَى أَنقَابِ المدِينَةِ مَلائكَةٌ، لَا يَدْخُلُهَا الطاعُونُ وَلَا الدجالُ"
ــ
٣٢٣١ - (١٢٩٦)(٤٦)(حدثنا يحيى بن يحيى) التميمي (قال: قرأت على مالك) بن أنس (عن نعيم) مصغرًا (بن عبد الله) المعروف بالمجمر لأنه كان يُجمر أي يبخر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمجمر صفة لعبد الله ويطلق على ابنه مجازًا، القرشي العدوي مولاهم مولى عمر بن الخطاب أبي عبد الله المدني، وثقه أبو حاتم وابن معين وابن سعد والعجلي، وقال في التقريب: ثقة، من (٣)(عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من رباعياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون وواحد نيسابوري (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على) كل (أنقاب المدينة) وشعابها وطرقها وفجاجها (ملائكة) حرسة يحرسونها (لا يدخلها الطاعون ولا الدجال) بسبب حراسة الملائكة إياها، والأنقاب جمع نقب بفتح النون والقاف بعدها موحدة، وفي بعض الروايات على نقابها جمع نقب بالسكون وهما بمعنى، قال ابن وهب: المراد المداخل، وقيل الأبواب، وأصل النقب الطريق بين الجبلين، وقيل الأنقاب الطرق التي يسلكها الناس، ومنه قوله تعالى:{فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ} قال الحافظ: واستشكل عدم دخول الطاعون المدينة مع كون الطاعون شهادة وكيف قُرن بالدجال، ومُدحت المدينة بعدم دخولهما، والجواب أن كون الطاعون شهادة ليس المراد بوصفه بذلك ذاته وإنما المراد أن ذلك يترتب عليه وينشأ عنه لكونه سببه فإذا استحضر ما تقدم من أنه طعن الجن حسن مدح المدينة بعدم دخوله إياها فإن فيه إشارة إلى أن كفار الجن وشياطينهم ممنوعون من دخول المدينة، ومن اتفق منهم دخوله إليها لا يتمكن من طعن أحد منهم اهـ (ولا الدجال) والدجال وإن لم يدخلها لكن يأتي سبختها من دبر أحد فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فيُخرج الله منها كل كافر ومنافق كما سيأتي في آخر الكتاب في حديث الدجال من كتاب الفتن، ثم يهم بدخول المدينة فتصرف الملائكة وجهه إلى الشام، وهناك يقتله عيسى - عليه السلام - بباب لُد على ما يأتي، وسيأتي أيضًا أن مكة لا يدخلها الدجال. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٢/ ٢٣٧ و ٣٧٥]، والبخاري [١٨٨٠]، والنسائي في الكبرى [٧٥٢٦].