صلى الله عليه وسلم من مسقطه بسرعة (فسترها) أي فستر صفية عن الناس (و) الحال أنَّه (قد أشرفت) واطلعت (النساء) اللاتي كن مع المسلمين من أزواجه صلى الله عليه وسلم وممن يتعصب لهن على سقوطها (فقلن أبعبد الله اليهودية) عن رحمته أي لا سلمها الله من سقوطها بل أهلكها به، وفي بعض الرواية زيادة (قال: فدخلنا المدينة فخرج جواري) أي صغار (نسائه صلى الله عليه وسلم يترائينها ويشمتن بصرعتها) أي كأنهن سررن بذلك وفرحن، وهذا فعل يتضمنه طباع الضرائر ومن يتعصب لهن اهـ مفهم، قال الأبي: وسقوطه صلى الله عليه وسلم هو كسائر الأمراض البشرية التي هو فيها كغيره فلا وجه لقول ثابت أندر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلَّا أن يكون تحزنًا لتألم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك كما ذكره بقوله: (قال) ثابت: (قلت) لأنس: (يا أبا حمزة) كنية أنس (أوقع) بهمزة الاستفهام التقريري أي هل وقع وسقط (رسول الله صلى الله عليه وسلم) على الأرض وتألم (قال) أنس: (إي) نعم (والله لقد وقع) وسقط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا ليس مما يقدح في منزلته بل يرفعها. وهذه الرواية مما انفرد به الإمام مسلم ولكن شاركه أحمد [٣/ ١٩٥].
(قال أنس) رضي الله عنه بالسند السابق كأنه يريد بهذا التعليق الاستشهاد بوليمته صلى الله عليه وسلم على زينب على وليمته على صفية رضي الله تعالى عنهما (وشهدت) أي حضرت أيضًا (وليمة) رسول الله صلى الله عليه وسلم على (زينب) كما شهدت وليمته على صفية (فأشبع) رسول الله صلى الله عليه وسلم (الناس) في وليمته على زينب (خبزًا ولحمًا) وقوله: (وكان) صلى الله عليه وسلم (يبعثني) أي يرسلني إلى الناس لدعوتهم إلى طعام الوليمة (فأدعو الناس) إلى طعامها تأكيد لشهوده تلك الوليمة (فلما فرغ) رسول الله صلى الله عليه وسلم من إطعامهم (قام) من مجلسه ليقوم الناس فخرج (وتبعته) في الخروج ولحقته (فتخلف) أي تأخر في البيت (رجلان) ولم يخرجا لم أر من ذكر اسمهما