(بهما الحديث) وأخَّرهما الحديث عن الخروج فرجع (فلما رأياه) صلى الله عليه وسلم أي فلما رأى الرجلان النبي صلى الله عليه وسلم (قد رجع) عن دخول البيت عرفًا كراهيته جلوسهما في البيت و (قاما فخرجا) قال أنس: (فوالله) الَّذي لا إله غيره (ما أدري) ولا أعلم الآن (أنا أخبرته) بخروجهما (أم أنزل عليه الوحي) والإعلام من الله تعالى (بأنهما قد خرجا فرجع) إلى البيت (ورجعت معه فلما وضع) صلى الله عليه وسلم (رجله) أي قدمه (في أسكفة الباب) أي على أسكفة الباب أي على عتبته السفلى، والأسكفة بضم همزة القطع وسكون السين وضم الكاف وتشديد الفاء العتبة التي يوطأ عليها، وأصلها العتبة العليا وقد تستعمل في السفلى كما هنا (أرخى) أي سدل (الحجاب) أي الستر (بيني وبينه) ودخل على أهله فرجعت (وأنزل الله تعالى) في ذلك الوقت (هذه الآية) التي في سورة الأحزاب يعني قوله تعالى: ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ}[الأحزاب: ٥٣] الآية، كذا اتفق عليه الرواة، وخالفهم عمرو بن علي الفلاس عن معتمر فقال: فأُنزلت {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} أخرجه الإسماعيلي وأشار إلى شذوذه فقال: جاء بآية غير الآية الَّذي ذكرها الجماعة اهـ فتح الملهم. وشارك الصؤلف في رواية هذا التعليق أحمد [٣/ ١٩٥]، والنسائي [٦/ ٧٩].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث أنس بحديث آخر له رضي الله عنه فقال:
٣٣٨١ - (١٣٥٢) (١٠٢)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حَدَّثَنَا شبابة) بن سوار المدائني أبو عمرو الفزاري مولاهم، ثقة، من (٩)(حَدَّثَنَا سليمان) بن المغيرة القيسي أبو سعيد البصري، ثقة، من (٧)(عن ثابت) بن أسلم البناني (عن أنس) بن مالك