للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جَعَلَهَا في ظَهْرِهِ نَزَلَ. ثُمَّ ضَرَبَ عَلَيهَا الْقُبَّةَ. فَلَمَّا أَصبَحَ قَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ زَادٍ فَلْيَأتِنَا بِهِ لا قَال: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِفَضْلِ التَّمْرِ وَفَضْلِ السَّويقِ. حَتَّى جَعَلُوا مِنْ ذلِكَ سَوَادًا حَيسًا. فَجَعَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْ ذلِكَ الْحَيسِ. ويشْرَبُونَ مِنْ حِيَاضٍ إِلَى جَنْبِهِمْ مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ. قَال: فَقَال أَنَسٌ: فَكَانَتْ تِلْكَ وَليمَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَلَيهَا. قَال: فَانْطَلَقْنَا، حَتَّى إِذَا رَأَينَا جُدُرَ الْمَدِينَةِ هَشِشْنَا إِلَيهَا

ــ

جعلها) أي جعل خيبر (في ظهره) أي وراء ظهره حتَّى لا يراها (نزل) منزلًا في الطريق (ثم) بعد نزوله (ضرب) أي بنى ورفع (عليها) أي على صفية (القبة) أي الخيمة (فلما أصبح) عروسًا (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) لأصحابه أي نادى فيهم قائلًا: (من كان عنده فضل زاد) أي زاد فاضل عن حاجته (فليأتنا به) أي بذلك الفاضل (قال) أنس: (فجعل) أي شرع (الرجل) منهم (يجيء) أي يأتي (بفضل التمر و) آخر بـ (فضل السويق) وهو دقيق الشعير المقلي فأتى كل واحد منهم بما عنده (حتَّى جعلوا من ذلك) المجموع (سوادًا) أي كومًا شاخصًا مرتفعًا عن الأرض فخلطوه وجعلوه (حيسًا) أي طعامًا مخلوطًا اهـ نووي، قال عياض: والسواد بفتح السين وتخفيف الواو كل شخص ظاهر، وسواد الشيء شخصه يعني أنهم جعلوا من ذلك المجموع شيئًا ظاهرًا في ذاته، ومنه سواد العراق للعامر من أرضه اهـ ومنه في حديث الإسراء "رأى آدم عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة" أي أشخاصًا اهـ فتح (فجعلوا) أي فجعل الأصحاب وشرعوا أو فكانوا (يأكلون من ذلك الحبس) أي من ذلك الطعام المخلوط (ويشربون) عليه (من حياض) أي من ماء مجتمع في مستنقع هناك (إلى جنبهم) كائنة تلك الحياض (من ماء السماء) أي من ماء المطر أي كائن ماؤها من ماء المطر لا من ماء الآبار أو العيون مثلًا (قال) ثابت: (فقال أنس) بن مالك رضي الله عنه (فكانت تلك) الأطعمة المجموعة (وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها) أي على صفية رضي الله تعالى عنها (قال) أنس: (فانطلقنا) أي ذهبنا وارتحلنا من منزلنا ذاك (حتَّى إذا رأينا) وأبصرنا (جُدُر) بضمتين جمع جدار أي حتَّى إذا أبصرنا جدران (المدينة) المنورة (هششنا) أي نشطنا وفرحنا وانبعثت نفوسنا (إليها) أي إلى المدينة أي اهتززنا فرحًا وسرورًا وهذه فرحة القادم السالم الغانم إذا وصل إلى وطنه وأهله اهـ من المفهم، من هش الرجل هشاشة من باب تعب إذا ارتاح

<<  <  ج: ص:  >  >>