الحياء فخرج منطلقًا نحو حجرة عائشة فما أدري أخبرته أو أُخبر بصيغة المجهول ولشدة حيائه لم يواجههم بالأمر بالخروج بل تشاغل بالسلام على أمهات المؤمنين ليفطنوا لمراده كما في القسطلاني، وقوله:(غير ناظرين إناه) أي غير منتظرين لإدراكه، والإنى كإلى مصدر أنى يأني من باب رمى إذا أدرك ونضج، ويقال بلغ هذا إناه أي غايته، ومنه حميم آن، وعين آنية، ويقال أنى يأنى إذا دنا وقرب، ومنه {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ} اهـ من بعض الهوامش.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
٣٣٨٣ - (٠٠)(٠٠)(حَدَّثَنَا أبو الربيع الزهراني) سليمان بن داود البصري (وأبو كامل) الجحدري (فضيل بن حسين) البصري (وقتيبة بن سعيد) الثقفي البلخي (قالوا: حَدَّثَنَا حماد وهو ابن زيد) الأزدي البصري (عن ثابت عن أنس وفي رواية أبي كامل سمعت أنسًا) رضي الله عنه. وهذا السند من رباعياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم بصريون إلَّا قتيبة بن سعيد غرضه بسوقه بيان متابعة حماد بن زيد لسليمان بن المغيرة (قال) أنس: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أولم على امرأة - وقال أبو كامل على شيء - من نسائه ما أولم على زينب) أي ما رأيته أو لم على أحد من نسائه مثل إيلامه على زينب، وفي الرواية الآتية أكثر مما أو لم على زينب، والإيلام صنع الوليمة ويكون إفعالًا من الألم لكن لا يراد هنا (فإنه) صلى الله عليه وسلم (ذبح) في وليمتها (شاة) أي شكرًا لله حيث زوّجه إياها بالوحي كما قال الكرماني، أو وقع إشفاقًا لا قصدًا كما قال ابن بطال، أو لبيان الجواز كما قال غيرهما، استكثر أنس شاة في هذه الوليمة واستقلّها النبي صلى الله عليه وسلم فيما أمر به لابن عوف فقال:"أولم ولو بشاة" فإنها لقليلة لأهل غنى مثله.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة فيه ثانيًا فقال: