افتح" إنما روي في قصة هلال ولم يرو في قصة عويمر مثل ذلك، وإنما قال له صلى الله عليه وسلم: "قد نزل فيك وفي صاحبتك .. " الخ كما سبق في حديث سهل بن سعد، ثم قد زاد أحمد من طريق أبي عوانة في آخر الحديث (قال فكان الرجل أول من ابتلي به) وهذا عين ما ذكروه في قصة هلال كما سيأتي في حديث ابن عباس والله أعلم (فقال) الرجل الأنصاري لنا معاشر الجالسين (لو أن رجلًا وجد مع امرأته رجلًا) يزني بها (فتكلم) أي باح وأظهر بما رآه من زناها (جلدتموه) لحد القذف (أو قتل) الرجل الذي رآه (قتلتموه) للقصاص (وإن سكت) عنها (سكت على غيظ) وغضب عليها وبغض لها (والله لأسألن عنه) أي عن حكم من وجد امرأته تزني (رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان) ذلك الرجل (من الغد) أي في الغد وهو اليوم الذي بعد يومك أو ليلتك وهو يوم الجمعة (أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله) عن حكمه، وقوله:(فقال) ذلك الرجل عطف تفسير للسؤال (لو أن رجلًا وجد مع امرأته رجلًا) يزني بها (فتكلم) فيها (جلدتموه أو قتلـ) ـه عليها (قتلتموه) للقصاص (أو سكت سكت على غيظ) وحقد لها (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم افتح) أي بيّن لنا الحكم في هذا الأمر المسؤول عنه، قال الخطابي في معالمِ السنن: معناه اللهم احكم أو بيّن الحكم فيه، والفتاح الحاكم، ومنه قوله تعالى:{ثُمَّ يَفْتَحُ بَينَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} قلت: وقد وقع هكذا مفسرًا في رواية أبي عوانة عند أحمد بلفظ "اللهم احكم" وقال النووي: معناه اللهم بين لنا الحكم في هذا اهـ. وقال القرطبي: معناه "اللهم بين لنا في هذه الواقعة" (وجعل) النبي صلى الله عليه وسلم أي شرع (يدعو) الله سبحانه وتعالى بيان هذه الواقعة (فنزلت آية اللعان) يعني قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إلا أَنْفُسُهُمْ} وقوله: (والذين يرمون إلخ) بدل محكي عن قوله آية اللعان، ويجوز قطعه إلى النصب