أي فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قول عوف لخالد (فاستغضب) بالبناء للمجهول أي صار رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبًا لأجل قول عوف بن مالك (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد: (لا تعطه) أي لا تعط القاتل سلبه (يا خالد لا تعطه يا خالد) مرتين لتأكيد النهي ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن عنده خطابًا لعامة المسلمين (هل أنتم) أيها المسلمون أو هو خطاب للراوي ومن هو مثله (تاركون لي أُمَرَائِي) الذين أمرتهم عليكم من الطعن فيهم وإساءة أدبهم قال القاضي فيه ما يلزم من ترك الطعن علي الأمراء وبرهم وتوقيرهم وترك التعرض لمساءتهم كذا في شرح الأبي [٥/ ٦٨](إنما مثلكم) أيها المؤمنون (ومثلهم) أي مثل أُمَرَائِي (كمثل رجل استرعي إبلًا) أي استحفظ إبلًا أي جعل راعيًا عليها (أو) استرعي (غنمًا) وأوفيه للتنويع لا للشك (فرعاها) أي رعى تلك الإبل أو الغنم في مرعاها (ثم) بعد رعيها (تحين) ذلك الراعي (سقيها) أي جعل لسقيها حينًا معينًا ووقتًا خاصًّا (فأوردها) أي أورد تلك الإبل أو الغنم (حوضًا) أي موردًا ومشربًا خاصًّا بها (فشرعت فيه) أي في الشرب من ذلك الحوض (فشربت) تلك الإبل (صفوه) أي صفو ذلك الحوض أي الماء الصافي منه والصفو بفتح الصاد الخالص من الماء (وتركت كدره) بفتح الكاف وسكون الدال أو كسرها مثل فخذ وفخذ كما في القاموس هو ما خالطه غيره من التراب وغيره والمعنى أن الراعي يحسن بها ويحتمل متاعب من أجلها ويهيئ لها الماء ولكنها تسيئ إليه في أنها لا تترك له إلا ماء كدرًا (فصفوه) أي فصفو الأمر وخالصه من المتاعب والمشاكل (لكم) أيها الرعية (وكدره) أي وكدر الأمر يعني غير خالصه من المتاعب والمشاكل (عليهم) أي على الأمراء قال النووي: ومعنى الحديث أن الرعية يأخذون صفو الأمر فتصلهم أعطياتهم بغير نكد وتبتلى الولاة بمقاسات الأمور وجمع الأموال على وجوهها وصرفها في وجوهها وحفظ الرعية والشفقة عليهم والذب عنهم وإنصاف بعضهم من بعض ثم متى وقع علقة أو عتب في بعض ذلك توجه على الأمراء دون الناس وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أبو داود [٢٧١٩ و ٢٧٢٠]، ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في