(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته) بالبناء للمجهول (يوم) غزوة (أحد وشج) بالبناء للمجهول أيضًا حصل له جرح (في رأسه) الشريف والجراحة إذا كانت في الوجه أو في الرأس تسمى شجة (فجعل) أي شرع صلى الله عليه وسلم (يسلت) بضم اللام يقال سلت يسلت من باب نصر سلتًا إذا قبض على الشيء الذي أصابه قذر ولطخ به حتى يخرج ما فيه كذا في اللسان أي يمسح (الدم منه) أي من رأسه بشدة (ويقول كيف يفلح) ويفوز بالهداية (قوم شجوا) وجرحوا (نبيهم) أي وجهه ورأسه (وكسروا رباعيته وهو) أي والحال أن نبيهم (يدعوهم) ويهديهم (إلى) رضا (الله) تعالى والاستفهام لإنكار المضمن معنى التعجب أي لا يفلحون (فأنزل الله عزَّ وجلَّ {لَيسَ لَكَ}) يا محمد ({مِنَ الْأَمْرِ}) أي من الحكم في عبادي ({شَيءٌ}) إلا ما أمرتك به فيهم فإن الأمر فيهم كله لله عزَّ وجلَّ إن شاء يستأصلهم {أَوْ يَتُوبَ عَلَيهِمْ} مما هم فيه من الكفر فيهديهم بعد الضلالة {أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} أي في الدنيا والآخرة على كفرهم وذنوبهم ولهذا قال: {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} أي يستحقون ذلك.
ثم ظاهر حديث الباب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد أن يدعو على الذين جرحوه فنزلت الآية تمنعه من ذلك ولكن الذي يظهر بمجموع الروايات أنه صلى الله عليه وسلم دعا لمغفرتهم فنزلت الآية فقد أخرج الطبراني حديث أبي حازم هذا وزاد في آخره ثم قال يومئذٍ اشتد غضب الله على قوم دموا وجه رسوله ثم مكث ساعة ثم قال: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون نقله الحافظ في فتح الباري وهذا الحديث انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن أصحاب الأمهات كما في تحفة الأشراف ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث أنس الأول بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال.
٤٥١٢ - (١٧٣٩)(٨٤) (حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا وكيع