للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: فَأَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَجَفَةً أَوْ دَرَقَةً. ثُمَّ بَايَعَ. حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ النَّاسِ قَال: "أَلا تُبَايِعُنِي يَا سَلَمَةُ؟ " قَال: قُلْتُ: قَدْ بَايَعْتُكَ. يَا رَسُولَ اللهِ فِي أَوَّلِ النَّاسِ, وَفِي أَوْسَطِ النَّاسِ. قَال: "وَأَيضًا" قَال: فَبَايَعْتُهُ الثَّالِثَةَ. ثُمَّ قَال لِي: "يَا سَلَمَةُ! أَينَ حَجَفَتُكَ أَوْ دَرَقَتُكَ الَّتِي أَعْطَيتُكَ؟ " قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ, لَقِيَنِي عَمِّي عَامِرٌ عَزِلًا. فَأَعْطَيتُهُ إِيَّاهَا. قَال: فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَال: "إِنَّكَ كَالَّذِي قَال الأَوَّلُ:

ــ

وقع في بعض نسخ مسلم (أعزل) على اللغة المشهورة وبهذا اللفظ أثبته ابن الأثير في جامع الأصول [٨/ ٣١١] (قال) سلمة (فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم حجفة) بتقديم الحاء على الجيم وكلتاهما مفتوحتان وهي الترس الصغير يطارق بين جلدين كما في المصباح (أو) قال لي سلمة أعطاني (درقة) والشك من إياس بن سلمة والدرقة بفتحات نوع من التروس أيضًا (ثم بايع) رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس (حتى إذا كان) رسول الله صلى الله عليه وسلم (في) مبايعة (آخر الناس) مبايعةً (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا تبايعني يا سلمة قال) سلمة: (قلت) له صلى الله عليه وسلم: (قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس وفي أوسط الناس قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (وأيضًا) بايعني يا سلمة (قال) سلمة: (فبايعته) صلى الله عليه وسلم المرة (الثالثة) فيه فضيلة ظاهرة لسلمة بن الأكوع رضي الله عنه وفي مبايعته صلى الله عليه وسلم له ثلاث مرات إشارة إلى أنه سيحضر ثلاث مشاهد يكون فيها بلاء حسن وقد كان الأمر كذلك فاتصل بالحديبية غزوة ذي قرد واتصل بها فتح خيبر وكان له في كل منها غناء أفاده في شرح البهجة كذا في شرح الذهني (ثم قال لي) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا سلمة أين حجفتك أو) قال لي: أين (درقتك التي أعطيتك قال) سلمة: (قلت) له صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله لقيني عمي عامر) بن الأكوع (عزلًا) أي عاريًا من السلاح (فأعطيته إياها) أي تلك السلاح (قال) سلمة: (فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي تبسم بي (وقال) لي: (إنك) يا سلمة (كالذي قال الأول) منصوب على الظرفية يعني إنك مثل الرجل الذي قال في الزمان الأول الخ كذا فسره ابن الملك في مبارق الأزهار [١/ ١٩٢] والسندي في حاشيته لصحيح مسلم ويحتمل أيضًا أن يكون لفظ الأول مرفوعًا على أنه صفة لمحذوف هو فاعل قال والتقدير إنك كالقول الذي قاله الرجل الأول والمراد به هنا

<<  <  ج: ص:  >  >>