للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي ضَوْءِ النَّارِ. فَقَال: "يَا سَلَمَةُ! أَتُرَاكَ كُنْتَ فَاعِلًا؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. وَالَّذِي أَكْرَمَكَ! فَقَال: "إِنَّهُمُ الآنَ لَيُقْرَوْنَ فِي أَرْضِ غَطَفَانَ" قَال: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ. فَقَال: نَحَرَ لَهُمْ فُلانٌ جَزُورًا. فَلَمَّا كَشَفُوا جِلْدَهَا رَأَوْا غُبَارًا. فَقَالُوا: أَتَاكُمُ الْقَوْمُ. فَخَرَجُوا هَارِبِينَ. فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَانَ خَيرَ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ. وَخَيرَ رَجَّالتِنَا سَلَمَةُ" قَال: ثُمَّ أَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَهْمَينِ: سَهْمُ الْفَارِسِ وَسَهْمُ الرَّاجِلِ. فَجَمَعَهُمَا لِي جَمِيعًا

ــ

كان تبسمًا على غالب أحواله أي ظهرت نواجذه (في ضوء النار) التي يوقدونها لظلام الليل (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لسلمة: (يا سلمة أتراك كنت فاعلًا) أي أتظنك كنت فاعلًا ذلك لو أذنت لك فيه قال سلمة: (قلت) له صلى الله عليه وسلم (نعم) أظنني كنت فاعلًا ذلك لو أذنت لي (والذي كرمك) بالحق (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنهم الآن ليقرون) أي ليضافون (في أرض غطفان) بضم الياء وفتح الراء على البناء للمجهول من القرى وهو الضيافة يعني أنهم قد بلغوا بني غطفان وهم يقرونهم بتقديم طعامه وغيره وهذا من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم حيث أخبر بما وقع لهم بعد غيابهم منه صلى الله عليه وسلم (قال) سلمة: (فجاء رجل من) أرض (غطفان فقال) ذلك الرجل (نحر لهم فلان) أي واحد من قومهم (جزورًا) أي ناقة (فلما كشفوا) أي سلخوا (جلدها رأوا غبًااأ) ساطعًا في السماء (فقالوا) أي قال بعضهم لبعض: (أتاكم القوم) أي المسلمون (فخرجوا) عن منزلهم الذي نحر لهم فيه (هاربين) أي شاردين فارين (فلما أصبحنا) أي دخلنا في صباح تلك الليلة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة) الأنصاري جمع فارس. وهو من يقاتل على فرسه له ثلاثة أسهم سهمان لفرسه وسهم لنفسه (و) كان (خير رجالتنا) بتشديد الجيم جمع راجل وهو من يقاتل على رجله له سهم واحد (سلمة) بن الأكوع قال النووي رحمه الله وفي هذا دلالة على استحباب الثناء على الشجعان وسائر أهل الفضائل ولا سيما عند صنيعهم الجميل لما فيه من الترغيب لهم ولغيرهم في الإكثار من ذلك الجميل وهذا كله في حق من يأمن الفتنة عليه بإعجاب ونحوه اهـ (قال) سلمة: (ثم أعطانى رسول الله صلى الله عليه وسلم سهمين سهم الفارس وسهم الراجل فجمعهما لي جميعًا) قال النووي هذا محمول على أن الزائد على سهم الراجل كان نفلًا وهو حقيق باستحقاقه

<<  <  ج: ص:  >  >>