للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَال أَحَدُ الرَّجُلَينِ: يَا رَسُولَ الله، أَمِّرنَا على بعض مَا وَلَّاكَ الله عَزَّ وَجَلَّ. وَقَال الآخَرُ مِثْلَ ذلِكَ. فَقَال: "إِنَّا، وَاللهِ! لَا نُوَلي عَلَى هذَا الْعَمَلِ أَحَدًا سَألَهُ. وَلَا أَحَدًا حَرَص عَلَيهِ".

٤٥٨٥ - (٠٠) (٠٠) حدَّثنا عُبَيدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِم (وَاللَّفْظُ لابْنِ

ــ

لم أر من ذكر اسم الرجلين (فقال أحد الرجلين يا رسول الله أمرنا) بتشديد الميم من التأمير أي اجعلنا أميرين وولنا (على بعض ما ولاك الله عزَّ وجل) من أعمال الدين (وقال) الرجل (الآخر مثل ذلك) أي مثل ما قال الرجل الأوَّل من طلب الإمارة وتعبيره بضمير المتكلم ومعه غيره مع أن القائل أحد الرجلين يدل على أن كلًّا منهما طلب الإمارة لنفسه ولصاحبه اهـ ذهني (فقال) النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم: (إنا والله لا نولي) ولا نؤمر (على هذا العمل) الديني (أحدًا سأله) أي طلبه (ولا أحدًا حرص عليه) أي رغب فيه أشد الرغبة أما منع من سأله منه فلما تقدم في الحديث قبله حديث ابن سمرة من أن من سأل الولاية وكل إليها ولم يعن عليها ومن كان كذلك كان غير كفء لها ومنع غير الأكفاء من الأعمال مما تقتضيه الحكمة وتدعو إليه المصلحة وأمَّا منع من حرص فلأن معنى الحرص على الشيء هو الرغبة فيه رغبة مذمومة ولا تكون الرغبة مذمومة إلَّا إذا كان الراغب غير أهل للولاية أوكان هناك من هو أحق بها منه أو نحو ذلك أما إذا رغبها رغبة محمودة كمن يرغب القيام بالأمر خشية ضياع أو خشية أن يتولاه من يفسده فلا يعد حريصًا عليها اهـ محمد ذهني.

قوله (حرص عليه) يقال حرص بفتح الراء وكسرها من بأبي فرح ونصر والفتح أفصح وبه جاء القرآن قال الله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (١٠٣)} اهـ نووي وقال المهلب لما كان طلب العمالة دليلًا على الحرص ابتغى أن يحترس من الحريص كذا في فتح الباري [٥/ ٤٤١] وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخاريّ [٤٣٤١ و ٤٣٤٢] وأبو داود [٤٣٥٤ أو ٤٣٥٧] والنَّسائيُّ [١/ ١٠] ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أبي موسى رضي الله عنه فقال.

٤٥٨٥ - (٠٠) (٠٠) (حدَّثنا عبيد الله بن سعيد) بن يَحْيَى اليشكري النسابوري ثقة، من (١٠) (ومحمد بن حاتم) بن ميمون السمين البغدادي صدوق من (١٠) (واللفظ لابن

<<  <  ج: ص:  >  >>