رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه فقال.
٤٦٠٦ - (٠٠)(٠٠)(حدَّثنا أبو كريب محمَّد بن العلاء) الهمداني (حدَّثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة (حدَّثنا هشام) بن عروة (عن أبيه) عروة بن الزُّبير (عن أبي حميد الساعدي) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة هشام للزهري (قال) أبو حميد: (استعمل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم رجلًا من الأزد) أي اتخذه عاملًا (على صدقات بني سليم) وزكواتهم (يدعى) أي يسمى ذلك الرجل (ابن الأتبية) بالهمزة المضمومة بدل اللام هكذا وقع في أكثر النسخ وقد تقدم آنفًا أنَّه ابن اللتبية باللام وهو الصواب (فلما جاء) ذلك الرجل من عمالته (حاسبه) النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم أي أخذ منه حساب ما أخذ من الصدقة فيه محاسبة العمال ليعلم ما قبضوه وما صرفوه اهـ نووي أو المعنى أعطى الرجل حساب ما أخذ (قال) الرجل في محاسبته (هذا) الذي دفعته إليكم (مالكم) أي مالكم وزكاتكم أيها المسلمون (وهذا) الباقي بيدي (هدية) أهديت لي (فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم) له: (فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتَّى تأتيك هديتك إن كنت صادقًا) في أنَّه هدية لك وهذا تحضيض على الجلوس والمراد به توبيخه (ثم) بعد محاسبته (خطبنا محمَّد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم) أي أتخذه عاملًا (على العمل مما ولاني الله) سبحانه عليه (فيأتي) ذلك الرجل الذي وليته على العمل (فيقول) لي: (هذا) المدفوع (مالكم) أي زكاتكم (وهذا) الباقي (هدية أهديت لي) أيقول ذلك (أفلا جلس) أي فهلا جلس (في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقًا) فيما يقول (والله) أي أقسمت بالإله الذي لا إله غيره (لا يأخذ