للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَمْشِي بِطَرِيقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيق. فَأَخَّرَهُ. فَشَكَرَ اللهُ لَهُ. فَغَفَرَ لَهُ". وَقَال: "الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ،

ــ

أعلم اهـ تنبيه المعلم (يمشي بطريق) أي في طريق من الطرق (وجد غصن) شجر (شوك) منبسطًا (على الطريق) أي في هواء الطريق المسلوك بحيث يؤذي المارة (فأخره) معطوف على وجد أي فأخر الرجل ذلك الغصن أي أزاله ونحاه عن الطريق (فشكر الله) سبحانه وتعالى (له) أي لذلك المؤخر أي رضي فعله ذلك وأثابه عليه بالأجر والثناء الجميل (فغفر) الله سبحانه وتعالى (له) أي لذلك المؤخر صغائر ذنوبه لأن الكبائر لا تكفر إلا بالتوبة وفيه فضيلة إماطة الأذى عن الطريق وهو كل مؤذ وهذه الإماطة أدنى شعب الإيمان كما مر في كتاب الإيمان وهنا انتهى حديث واحد حدث به أبو هريرة رضي الله عنه ثم ذكر حديثًا آخر فقال (الشهداء خمسة) وكل منهما حديث مستقل لا علاقة بينهما ويتضح هذا بما أخرجه البخاري في الأذان من طريق هذا الحديث فإنه ذكر حديث إماطة الغصن أولًا وأتبعه بقوله (ثم قال) فذكر حديث الشهداء.

(وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا (الشهداء خمسة) هذا العدد لم يقصد منه الحصر لأنه قد ورد في أحاديث أخرى أنواع أخرى من الشهداء وورد في حديث جابر بن عتيك عند مالك الشهداء سبعة وورد في عدة أحاديث أنواع تزيد على هذه السبعة قال الحافظ في الفتح (٦/ ٤٣) والذي يظهر أنه صلى الله عليه وسلم أعلم بالأقل ثم أعلم زيادة على ذلك فذكرها في وقت آخر ولم يقصد الحصر في شيء من ذلك وقد اجتمع لنا من الطرق الجيدة أكثر من عشرين خصلة ثبم فصل تلك الخمسة بقوله (المطعون) وهو الذي يموت في الطاعون أي الوباء ولم يرد المطعون بالسنان لأنه شعهيد في سبيل الله والطاعون مرض عام فيفسد له الهواء فتفسد الأمزجة والأبدان (والمبطون) وهو الذي مات بالإسهال قال القاضي وقيل هو الذي به الاستسقاء وانتفاخ البطن وقبل هو الذي يشتكي بطنه وقيل هو الذي يموت بداء بطنه مطلقًا (والغرق) بكسر الراء بلا ياء كحذر ويروى بالياء كعليم وهما للمبالغة وهو الذي يموت غريقًا في الماء (وصاحب الهدم) وهو الذي يموت تحت الهدم يعني من انهدم عليه جدار أو نحوه فمات وقال ابن الجوزي بفتح الدال المهملة وهو اسم لما يقع ويسقط قال ابن الأثير الهدم بالتحريك البناء المهدوم وهؤلاء الثلاثة إنما حصلت لهم مرتبة الشهادة لأجل تلك الأسباب لأنهم لم يغرروا بأنفسهم ولا فرطوا في التحرز ولكن أصابتهم تلك الأسباب بقضاء الله وقدره

<<  <  ج: ص:  >  >>