بفتح الزاي وسكون الهاء وقد يضم الزاي البسر الملون الذي ظهر فيه الحمرة والصفرة اهـ عيني، والزهو في أصل اللغة المنظر الحسن، وسمي به البسر إذا حسن منظره بالتلون، وأما التمر فهو اليابس فكانوا يخلطون التمر بالبسر ويسمونه الخليط أو الخليطين (وإن ذلك) الخليط (كان عامة خمورهم) أي أغلبها (يوم) نزول آية (حرمت الخمر) أي آية تحريمها، والخليط أن يجمع بين مسكرين في الشرب أو في الانتباذ وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة سابعًا في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
٥٠٠٥ - (٠٠)(٠٠)(وحدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب أخبرني مالك بن أنس) الأصبحي المدنِيُّ (عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة) الأَنْصَارِيّ المدنِيُّ (عن أنس بن مالك) الأَنْصَارِيّ البَصْرِيّ رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة إسحاق بن عبد الله لمن روى عن أنس (أنَّه) أي أن أنسًا (قال كنت) أنا (أسقي أَبا عبيدة بن الجراح) القُرشيّ الفهري عامر بن عبد الله بن الجراح المدنِيُّ (وأبا طلحة) الأَنْصَارِيّ زيد بن سهل المدنِيُّ (وأبي بن كعب) بن قيس بن عبيد الأَنْصَارِيّ الخزرجي المدنِيُّ رضي الله عنهم أجمعين أي أصب لهم (شرابًا من فضيخ) أي من بسر مشدوخ (وتمر) يابس أي شرابًا مخلوطين منهما (فأتاهم) أي أتى هؤلاء الشربة الكرام (آت) أي دخل عليهم داخل من الخارج (فقال) لهم ذلك الآتي ألا (أن الخمر قد حرمت) اليوم (فقال) لي (أبو طلحة) زوج أمي يَا أنس قم إلى هذه الجرة المملوءة بالفضيخ، والجرة بفتح الجيم وتشديد الراء إناء معمول من طين مشوي معد للشرب منه يجمع على جرار (فاكسرها) قال أنس (فقمت إلى مهراس لنا) والمهراس بكسر الميم وسكون الهاء الحجر الذي