للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَثَلَاثِ طَبَقَاتٍ مِنَ النَّاسِ

ــ

والثاني: ما رواه المستورون المتوسّطون في الحِفْظ والإِتقان.

والثالث: ما رواه الضعفاء المتروكون.

وأنه إِذا فَرَغَ من القسم الأول. . أَتْبَعَه الثانيَ، وأمَّا الثالث. . فلا يُعَرِّجُ عليه كما سيذكره فيما بعدُ.

(و) نَقْسِمُها باعتبار حالِ رواتِها على (ثلاثِ طَبَقاتٍ) ودرجاتٍ كائناتٍ (من النَّاسِ) الراوين لها، الأول منها: الحُفَّاظ الْمُتقِنُون، والثاني: الحُفَّاظُ المستورون، الثالث: الضعفاء المتروكون.

والطبقاتُ جمعُ طبقةِ، وهم القوم المتشابهون من أهل العصر الواحد (١).

قال السنوسي: (وقد اختلف العلماءُ في إِتيانه في هذا الكتاب بالقسمين الأولين، فقال الإِمامان الحافظان أبو عبد الله الحاكمُ وصاحبُه أبو بكرٍ البيهقيُّ رحمهما الله تعالى: إِنَّ المنيَّة اخْتَرَمَتْ مسلمًا رحمه الله تعالى قبل إِخراج القسم الثاني، وإِنه إِنما ذَكَرَ القسمَ الأولَ فقط) (٢).

وذَهَبَ القاضي عِيَاضٌ (٣) رحمه الله تعالى إِلى أنه أَتَى في أبواب هذا الكتاب


(١) وقال العلامة محمد عبد الحيّ اللكنوي: (والطبقةُ عند أصحاب هذا الفنّ: عبارةٌ عن جماعةٍ اشتركوا في السنّ -ولو تقريبًا- ولُقِيِّ المشايخ، بأن يكون شيوخُ هذا شيوخَ ذلك، أو يُماثِل، وربما اكْتَفَوْا بالاشتراك في التلاقي) ثم أفاض في بيان طبقات الصحابة والتابعين واختلاف العلماء في تقسيمها باعتبارات معيّنة. "ظفر الأماني" (ص ٩٤).
(٢) "مكمل إِكمال الإِكمال" (١/ ٩)، و"المدخل إلى الصحيح" (ص ١١٢)، وقال الإِمام أبو العباس القرطبي رحمه الله تعالى: (وظاهرُ هذا: أَنَّ مسلمًا أَدْخَلَ في كتابه الطبقتَين المتقدمتَين: الأولى والثانية، غيرَ أَن أبا عبد الله الحاكم قال: "إِنَّ مسلمًا لم يُدخل في كتابه إلا أحاديث الطبقة الأولى فقط، وأمَّا الثانية والثالثة. . فكان قد عَزَمَ على أن يُخرج حديثهما فلم يُقَدَّرْ له إِلا الفراغ من الطبقة الأولى واخترمته المنيَّة. . ." ومساقُ كلامه لا يقبل ما قاله الحاكم، فتأمله) "المفهم" (١/ ١٠٢).
(٣) "إِكمال المعلم" (١/ ٨٦ - ٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>