الضيف كثير (واقدحي من برمتكم) أي اغرفي المرق منها بالمقدحة وهي المغرقة على الخبز، وفيه إدلال الضيف والصديق في دار صديقه وأمره بما يراه اهـ أبي، يقال قدحت المرق أقدحه بفتح الدال من باب فتح غرفته (ولا تنزلوها) أي ولا ترفعوا برمتكم عن النار، قال جابر: فأكلوا من ذلك الطعام (وهم ألف، فأقسم) أي أحلف (بالله) الذي يفعل ما يشاء من الخوارق إنهم (لأكلوا حتى) شبعوا و (تركوه) على حاله (وانحرفوا) أي انصرفوا ومالوا عنه (وإن برمتنا) أي والحال أن برمتنا (لتغط) بكسر الغين أي لتغلي وتفور ويسمع صوت غليانها وغطيط القدر صوت فورانها وهي كانت (كما هي) عليه أولًا لم تنقص شيئًا من الغطيط واللحم (وإن عجينتنا أو) القول كما قال الضحاك) بن مخلد شك الحجاج بن الشاعر فيما قاله الضحاك هل قال لفظ عجينتنا أو لفظ خميرتنا أو لفظ عجيننا مثلًا أي والحال إن عجينتنا (لتخبز) أي لتجعل خبزًا والعجين كان (كما) كان (هو) أولًا لم ينقص منه شيء بالخبز، والضمير في هو يعود إلى العجين كما قدرناه في حلنا وقد تضمن هذا الحديث علمين من أعلام النبوة أحدهما: تكثير الطعام القليل، والثاني: علمه صلى الله عليه وسلم بأن هذا الطعام القليل الذي يكفي في العادة خمسة أنفس أو نحوهم يكثر فيكفي ألفًا وزيادة فدعا له ألفًا قبل أن يصل إليه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري [٣٠٧٠].
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة بحديث أنس رضي الله عنهما فقال:
٥١٧٧ - (١٩٩٩)(٦٤)(وحدثنا يحيى بن يحيى) التميمي النيسابوري (قال قرأت على مالك بن أنس) إمام الفروع (عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة) الأنصاري زيد ابن سهل أبي يحيى المدني، ثقة، من (٤) روى عنه في (٦) أبواب (أنه) أي أن إسحاق (سمع) عمه للأم (أنس بن مالك) رضي الله عنه. وهذا السند من رباعياته حالة كون أنس