كضعف المعدة، قال الطيبي: ومحصل القول أن من شأن المؤمن الحرص على الزهادة والاقتناع بالبلغة بخلاف الكافر فإذا وجد مؤمن أو كافر على غير هذا الوصف لا يقدح في الحديث.
(والخامس) أن المراد إثبات البركة في طعام المؤمن ونفيها من طعام الكافر وذلك لأن المؤمن يسمي الله عند أكله فلا يشركه الشيطان، والكافر لا يسمي فيشركه الشيطان فلا يكفيه القليل أو لأن المؤمن يقل حرصه على الطعام فيبارك له فيه وفي مأكله فيشبع من القليل، والكافر طامح البصر إلى المأكل كالأنعام فلا يشبعه القليل.
(والسادس) ما نقلناه عن القرطبي آنفًا من أن شهوات الطعام سبع؛ شهوة الطبع، وشهوة النفس .. الخ، والسابع شهوة الجوع؛ وهي التي يأكل بها المؤمن، وأما الكافر فيأكل بالجميع، وبمثله ذكر ابن العربي أن الأمعاء السبعة كناية عن الحواس الخمس فالمؤمن يأكل للحاجة فقط بخلاف الكافر اهـ من فتح الباري [٥٣٨/ ٩] إلى [٥٤٠].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث ابن عمر بحديث جابر رضي الله عنهم فقال:
٥٢٣٦ - (٢٠٢٠)(٨٥)(حدثني محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن) بن مهدي بن حسان الأزدي البصري (عن سفيان) بن سعيد الثوري (عن أبي الزبير عن جابر وابن عمر) رضي الله عنهم. وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"المؤمن يأكل في معىً واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء") تقدم بسط الكلام على معنى هذا الحديث قريبًا.
وهذا الحديث انفرد به المؤلف رحمه الله تعالى.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
٥٢٣٧ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنا) محمد بن عبد الله (بن نمير حدثنا أبي) عبد الله