عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَال: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى عُمَرَ بِجُبَّةِ سُنْدُسِ. فَقَال عُمَرُ: بَعَثْتَ بِهَا إِلي وَقَدْ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ؟ قَال:"إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ بِهَا إِلَيكَ لِتَلْبَسَهَا. وَإِمَّا بَعَثْتُ بِهَا إِلَيكَ لِتَنْتَفِعَ بِثَمَنِها".
٥٢٨٥ - (٢٠٣٥)(١٠١) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَزُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. قَالا: حَدَّثنَا إِسْمَاعِيلُ (وَهُوَ ابْنُ عُلَيةَ) عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيبٍ، عَنْ أَنَسٍ. قَال: قَال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَبِسَ الحَرِيرَ في الدُّنْيَا، لَمْ يَلْبَسْهُ في الآخِرَةِ"
ــ
المدائني مؤذن الحجاج الجائر، روى عن أنس بن مالك في اللباس وأبي هريرة، ويروي عنه (م س) وأبو عوانة وابن سيرين، وثقه ابن معين وقال: كان يرى القدر، وقال أبو حاتم: صدوق ما بحديثه بأس، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في التقريب: صدوق، من الثالثة (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه. وهذا السند من رباعياته (قال) أنس (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عمر بجبة سندس) والجبة قباء طويل محشو يلبس للبرد والسندس ما رق من ثياب الحرير كما مر (فقال عمر) لرسول الله صلى الله عليه وسلم أ (بعثت) بتقدير همزة الاستفهام أي هل بعثت (بها) أي بهذه الجبة (إلي) يا رسول الله (وقد قلت فيها) أي في ثياب الحرير (ما قلت) من قوله من لبسها في الدنيا لا خلاق له في الآخرة، فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني لم أبعث بها إليك لتلبسها) بنفسك (وإنما بعثت بها إليك لـ) تبيعها و (تنتفع بثمنها) وهذا الحديث انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أنس الأول بحديث آخر له رضي الله عنهما فقال:
٥٢٨٥ - (٢٠٣٥)(١٠١)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا حدثنا إسماعيل وهو ابن علية عن عبد العزيز بن صهيب) مصغرًا البناني مولاهم البصري الأعمى، ثقة، من (٤)(عن أنس) بن مالك رضي الله عنه. وهذا السند من رباعياته (قال) أنس (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة).