(يا عائشة أشد الناس عذابًا عند الله يوم القيامة) هم (الذين يضاهون) أي يشبهون صناعتهم (بخلق الله) تعالى أي يصورون الحيوان، قال في النهاية: المضاهاة المشابهة وقد يهمز قرئ بهما اهـ والمراد المصورون صور ذوي الأرواح فإنهم يعملون عملًا يوهم أنهم يخلقون صورهم.
فقوله صلى الله عليه وسلم (يا عائشة أشد الناس) .. الح قال في المبارق: قال النووي: هذا محمول على من فعل الصورة أو على من قصد بها مضاهاة خلق الله واعتقد ذلك فهو كافر يزيد بزيادة قبح كفره وإلا فمن لم يقصد ذلك فهو صاحب كبيرة فكيف يكون أشد الناس عذابًا إلى هنا كلامه لكن الأولى أن يحمل على التهديد لأن قوله صلى الله عليه وسلم: "عند الله" تلويح إلى أنه يستحق أن يكون كذا لكنه محل العفو اهـ.
(قالت عائشة: فقطعناه) أي شققنا ذلك القرام (فجعلنا منه) أي من ذلك القرام المشقوق (وسادة أو) قالت عائشة فجعلنا منه (وسادتين) والشك من الراوي عنها.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة تاسعًا فقال:
٥٣٨٩ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر) غندر (حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم قال) عبد الرحمن (سمعت) والدي (القاسم) بن محمد (يحدث عن عائشة) رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة شعبة لسفيان بن عيينة (أنه) أي أن الشأن والحال (كان لها ثوب فيه تصاوير) حيوان (ممدود إلى سهوة) أي مسدول على باب سهوة (فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليه) أي متوجهًا إلى ذلك الثوب (فقال) يومًا لعائشة (أخريه) أي أخرى هذا الثوب وأزيليه (عني) فإنها تشغلني عن صلاتي (قالت) عائشة (فأخرته) أي أخرت ذلك الثوب وأخذته عن موضعه فقطعته (فجعلته وسائد) جمع وسادة وهي المخدة فلا يعارض ما مر