للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَدْلٌ. قَال: يَا أَبَا الطُّفَيلِ, مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ذَلِكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ! فَلَا تَكُونَنَّ عَذَابًا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَال: سُبْحَانَ اللَّهِ, إِنَّمَا سَمِعْتُ شَيئًا. فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَثَبَّتَ.

٥٤٩٤ - (٠٠) (٠٠) وَحَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ

ــ

موسى: هو (عدل) يعني عمر أبي بن كعب، عدل مقبول عندنا إن شهد لك يا أبا موسى، ثم (قال) عمر (يا أبا الطفيل) هو كنية عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو بن جحش الليثي المدني، كان عند عمر وقتئذ (ما يقول هذا) الحاضر مع أبي موسى يعني أبي بن كعب هل يشهد له أم لا فـ (قال) أبي بن كعب (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك) الحديث الذي يرويه أبو موسى، ثم قال أبي بن كعب لعمر (يا ابن الخطاب فلا تكونن عذابًا) أي مشددًا (على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) قال القرطبي: (وقول أبي لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لا تكونن عذابًا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) يدل على ما كانوا عليه من القوة في دين الله وعلى قول الحق ومن قبوله والعمل به فإن أبيا أنكر على عمر تهديده لأبي موسى فقام بما عليه من الحق ولما تحقق عمر الحق قبله واعتذر عما صدر منه فـ (قال) عمر (سبحان الله) أي تنزيهًا لله عما لا يليق به من الخطأ (إنما سمعت) أنا (شيئًا) أي طرفًا من هذا الحديث (فأحببت أن أتثبت) فيه وأتيقنه فاعذروني عن هذا الإنكار. قوله (فأحببت أن أتثبت) فيه أن أتحقق وأتاكد من صحته وقد مر أنه أراد سد باب الإكثار من الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون التثبت في ذلك ولم يكن ليتهم أبا موسى بالكذب فلا يعارض ما هنا من أنه أخبره أبي بن كعب ما سبق من أنه أخبره أبو سعيد الخدري لأنه أخبره بذلك كلاهما أبو سعيد أتاه أولًا فأخبره في منزله وأبي ثانيًا حتى اجتمع به عمر في المسجد وهذا كله يدل على شهرة الحديث عندهم ومع ذلك فلم يعرفه عمر ولا يستنكر هذا فإنه من ضرورة أخبار الآحاد وشارك المؤلف في هذه الرواية أبو داود [٥١٨١].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثامنًا في حديث أبي موسى رضي الله عنه فقال:

٥٤٩٤ - (٠٠) (٠٠) (وحدثناه عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان) بن صالح بن

<<  <  ج: ص:  >  >>