طبية فقالوا: إن السر فيه أن تراب الأرض لبرودته ويبسه يبرئ الموضع الَّذي به الألم ويمنع انصباب المواد إليه ليبسه مع منفعته في تجفيف الجراح واندمالها، وأما الريق فإنه يختص بالتحليل والإنضاج وإبراد الجرح والورم لاسيما من الصائم الجائع وكذلك ذكر البيضاوي أن للريق مدخلًا في النضج وتعديل المزاج ولتراب الوطن تأثيرًا في حفظ المزاج ودفع الضرر فقد ذكروا أنَّه ينبغي للمسافر أن يستصحب تراب أرضه إن عجز عن استصحاب مائها ولكن تعقب القرطبي مثل هذه التوجيهات، وقال: إنما هذا من باب التبرك باسماء الله تعالى فلا يلزم تعقيده على أصول طبية وهو الظاهر، وقال التوربشتي: كان المراد من التربة الإشارة إلى فطرة آدم والريقة الإشارة إلى النطفة كأنه تضرع بلسان الحال أنك اخترعت الأصل الأول من التراب ثم أبدعته من ماء مهين فهين عليك أن تشفي من كانت هذه نشأته كذا في فتح الباري [١٠/ ٢٥٨].
والباء في قوله (بريقة بعضنا) للمصاحبة وتربة أرضنا خبر لمحذوف ولعل تقدير العبارة على كون اللام أصلية هكذا (هذه تربة أرضنا مصحوبة بريقة بعضنا أخذناها ليشفى به سقيمنا).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٦/ ٩٣]، والبخاري [٥٧٤٥]، وأبو داود [٣٨٩٥]، وابن ماجة [٣٥٢١].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث عائشة الأول بحديث آخر لها رضي الله تعالى عنها فقال:
٥٥٧٩ - (٢١٥٧)(٢١١)(حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال أبو بكر وأبو غريب واللفظ لهما حَدَّثَنَا محمد بن بشر) ابن الفرافصة العبدي الكوفي، ثقة، من (٩)(عن مسعر) بن كدام بن ظهير بن عبيدة بضم العين الهلالي الكوفي، ثقة، من (٧)(حَدَّثَنَا معبد بن خالد) بن مرين مصغرًا الجدلي