الحمد لله على كماله، والشكر له على نواله، شكرًا يوافي محصوله ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام على نبيه، وآله وصحبه وأتباعه منبع حكمه وأحكامه، سيدنا محمد صاحب جوامع الكلم، مأخذ الدين القويم الأقوم، صلاة وسلامًا دائمين متلازمين إلى يوم الدين صلاة تحل بها العقد وتفك بها الكرب، وتبلّغ بها العبد غاية ما طلب، صلاة أرقى بها مراقي الإخلاص، وأنال بها غاية الاختصاص، صلاتك التي صليت عليه دائمة بدوامك باقية ببقائك عدد ما أحاط به علمك وجرى به قلمك آمين آمين يا رب العالمين.
(أما بعد) فلما فرغت من تسويد المجلد الثاني عشر إلى آخر كتاب الرؤيا تفرغت لتسطير المجلد الثالث عشر أولُه كتاب فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وخصائصه بما عندي من رشحات العلوم المنقولة والفيوضات المعقولة مستمدًا من الله التوفيق والهداية لأقوم الطريق. فقلت وقولي هذا: