للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٨١٧ - (٢٢٦٥) (٢٠) قَال: وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ فَيَقُولُ: "إِنَّهُمْ مِنِّي. فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي"

ــ

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث جندب بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما فقال:

٥٨١٧ - (٢٢٦٥) (٢٠) (قال) النعمان بن أبي عياش بالسند السابق أعني سند أبي حازم (وأنا أشهد) وأقسم (على أبي سعيد الخدري) سعد بن مالك والله (لسمعته) أي لسمعت أبا سعيد (يزيد) على حديث سهل الَّذي منه لفظة (فيقول) النبي صلى الله عليه وسلم: ثم يحال بيني وبينهم فأقول للملائكة: لا تدفعوهم ولا تطردوهم (إنهم) أي إن هؤلاء الذين طردتموهم (مني) أي من أمتي (فيقال) لي من الله أو من جهة الملائكة لا تقل يا محمد إنهم مني فـ (إنك) يا محمد (لا تدري) ولا تعلم (ما عملوا) وأحدثوا (بعدك) أي بعد وفاتك من الارتداد والتبديل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فأقول) للملائكة: اطردوهم (سحقًا سحقًا) أي بُعدًا بُعدًا عن رحمة الله وعن الحوض (لمن بدل) وغيّر وارتد عن ديني (بعدي) أي بعد وفاتي فإنهم ليسوا مني، وقوله: (سحقًا سحقًا) بضم السين وسكون الحاء منصوب على المفعولية المطلقة بعامل محذوف وجوبًا لنيابته عنه أي سحقه الله سحقًا وأبعدهم بعدًا، والتكرار فيه للتأكيد، والسحيق البعيد كما في التنزيل، واختلف العلماء في هؤلاء من هم؛ فقال بعضهم: إنهم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر رضي الله تعالى عنه فقاتلهم أبو بكر، وقال بعضهم: إنهم المنافقون الذين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: هم أصحاب الكبائر والبدع الذين ماتوا على الإسلام وإنما يُمنعون من الحوض أولًا عقوبة لهم ثم يُرحمون والصحيح منها القول الأول والله أعلم.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أعني حديث أبي سعيد البخاري كما في تحفة الأشراف.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث سهل بن سعد وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>